سؤال وجواب (للعبرة والعظة) الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

 
فقد جاءني منذ أكثر من سنتين [عبر الشبكة] السؤال التالي من أحد المسلمين ولم أكن أعرف وقتها من هو؟
 
السؤال: أحاول المحافظة على الصلاة وترك ذنوبي وشهواتي على قدر الاستطاعة وأقرأ في الدين وأستمع للعلماء، وأحيانا أحضر دروس علم، ولكن إلى الآن ما زالت أدخن الحشيش، ولكن ليس بكمية كبيرة كالماضي، وأنوي أن أترك هذا الذنب ولكن ما زال شاق عليّ.
 
فهل الله يتقبل أعمالي الأخرى؟ وهل ما أفعله صحيح من محاولة التقرب الي الله؟ وهل سيمن الله علي في يوم وأتخلص من هذا الذنب؟
 
علما بأن زوجتي تكره مني هذا الذنب وتريد تركي، فهل واجب عليها تركي أم يمكن أن تصبر علي؟

فكتبت في جوابه ما يلي [ولم ينشر هذا من قبل ولم يطلع عليه صاحب المشكلة]-:
  • الله -سبحانه وتعالى- يتوب على من يشاء ويغفر لمن يشاء.
  • فعليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً مستوفيةً لشروط التوبة:
  • فتقلع عن كل ذنب ومعصية.
  • وتندم ندماً حقيقياً على ما كان منك من الذنوب والمعاصي.
  • وتعزم عزماً صادقاً على عدم العودة إلى الذنوب والمعاصي.
  • فتوكل على الله واترك الحشيش واسأل الله تعالى أن ييسر لك تركه، وادع الله بذلك وأكثر من الدعاء؛ فإن الله تعالى يسمع الدعاء من العبد إذا دعاه وتوجه إليه وأقبل عليه.
  • ولا تترك أعمالك الأخرى، واسأل الله أن يتقبلها منك، ولكن احذر فإن العبد يجره الذنب إلى ذنب آخر، وتجره ذنوبه إلى ترك الفرائض والطاعات.
  • فاحرص على الازدياد من الطاعات والأعمال الصالحات، واحرص على ترك جميع المعاصي والسيئات لله تعالى وحده؛ لا لأجل زوجتك ولا لأجل أحد من المخلوقين.
  • واعلم أنك إن أصلحت ما بينك وبين الله أصلح الله ما بينك وبين الناس، وإلا فسترى معصيتك في كثير من الأشياء ومنها زوجتك.
  • فاتق الله في نفسك وفي زوجتك، واترك هذا الحشيش حتى لا تكون سبباً في انهدام بيت مسلم، ثم يبقى كل همك أن تسأل (هل واجب عليها تركي أم يمكن أن تصبر عليّ؟!).
  • كن رجلاً مؤمناً تواباً واحرص على لزوم الطاعة، ولعلك إن شاء الله ستجدها صابرة عليك معاونة لك على الخير.
أسأل الله أن يطهر قلوبنا ويصلح أعمالنا، ويعذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
 
ثم عرفت صاحب المشكلة والتقيت به وبعد ذلك بزمان يسير توفى -رحمه الله تعالى وغفر له-، وذُكر لي أنه تاب قبل وفاته، فأسأل الله تعالى أن يغفر لنا وله وأن يعفو عنا وعنه وأسأله تعالى أن يقبل توبته ويتجاوز عن سيئاته ويرحمه وأن يجعله من أهل الجنة.
 
{رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28)}  [نوح]
 
كتبه
محمد بن إبراهيم
في الثالث من ذي الحجة سنة أربعين وأربعمائة وألف
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم