استنصار رب العالمين على كفار الصين المتوحشين (3) الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
 
الحمد لله تعالى وحده، والصلاة والسلام على رسوله محمد الذي لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن انتهج نهجه.
 
أما بعد...

فإن الله تعالى يُري الناس من الآيات ما يشاء، ويصنع الله بالخلق ما يشاء {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} [يونس: ٩٩]، {وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ الله أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ الله لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42)} [الأنفال]، والله عليم حكيم؛ بكل شيء عليم، في كل شيء حكيم -سبحانه وتعالى-.
  • فكان ما كان من فتنة فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19)(1بعلمه تعالى، وحكمته، وقدرته، وإرادته {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)} [الروم].
  •  
  • ولعل الله تعالى أراد بإظهار هذا من الصين(2) تنبيه الغافلين، وإيقاظ النائمين.
فأكثر المسلمين للأسف في غفلة تامة عن كيد ومخططات كفرة الصين(3)، ولكن للأسف حال كثير من الناس كما قال تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)} [الأنعام].
 
فتنشر الصين في بعض وسائل إعلامها(4) العنوان التالي:
 
«برغم الوباء!! .. التعاون الاقتصادي بين الصين والدول العربية يزدهر».
 
ومما جاء تحته:
  • «يتميز التعاون بين الصين والدول العربية بالمجالات الواسعة والإنجازات الضخمة». [قلت: للصين طبعًا].
  • «منذ تفشي وباء كوفيد - 19 في بداية هذا العام، دخل كثير من الدول في العالم إلى حالة الطوارئ، فبذلت أقصى جهودها في مكافحة الوباء.(5)
على الرغم من ذلك ظلت العلاقة بين الصين والدول العربية تظهر حيويتها القوية، ويحقق التعاون الاقتصادي بين الجانبين تقدمًا ملموسًا؛ فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين 61.337 مليار دولار أمريكي (الدولار الأمريكي يساوي 7 يوانات حاليًا) في الربع الأول من عام 2020 محققًا زيادة بنسبة 2.63% .....». إلى آخر المقال أو التقرير الطويل، والواقع شاهد.
  • ولا حول ولا قوة إلا بالله، فلا اعتبار ولا حذر، ولا فهم بل لا نظر.
  • ويبقي عند كثير من المسلمين تجلي آثار كورونا(6) في ترك الجمعات، وصلوات العيد، وتغيير شعائر الدين، وطمس معالمه {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)} [الكهف].

قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (20) يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ(7) وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23)قَالُوا يَامُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26)} [المائدة].
 

ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين

 
كتبه
محمد بن إبراهيم
26/ 12/ 1441
 
----------------------------------------------------------
(1) هذا اختصار (Coronna Virus Disease 2019).

 
(2) بقطع النظر عن أصل هذا «الفيروس»!! ومهما قيل في ذلك!
 
(3) وراجع ما تقدم من مقالات في «تحذير المسلمين من تمدد كفار الصين» (1: 10).
 
(4) في مجلة «الصين اليوم»! عدد أغسطس! 2020 (ن) (ص/ 45).
 
(5) وهذا مثال للتضخيم الإعلامي في هذه الأزمة!
 
(6) بدلًا من ترك الكفر، والكفرة، والتوبة من جميع الذنوب والمعاصي.
 
(7) أنزل الله فيهم هذه الآية ووصفهم فيها بما وصفهم لأنهم عللوا عدم دخولهم الأرض المقدسة المباركة بأن فيها قومًا جبارين -فعلًا- فما البال بمن لا يدخلون المساجد، ولا يصلون الجمعات لأنهم يخافون «فيروس»؟! {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ الله لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)} [النور].