مسألة في الحجاب الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم ونفع الله بكم وبعلمكم، هناك بنت عندها أكثر من عشرون عاما عندها اللثغة (لدغة) فى الكلام فى أكثر من نصف الحروف، ولم يعالجها أهلها فى صغرها وهى تعالج نفسها الآن، ونتيجة لإهمال أهلها فى علاجها قد يأخذ العلاج وقت طويل أو قد لا تشفى من هذا الداء لا قدر الله، والعلاج مكلف أيضا، وهى لا تغطى وجهها فقط، وتقول هذا من أجل معاملتى مع الناس وخروجى من البيت لأداء بعض الحاجات، وإن قدر الله شفائى لبست النقاب فى وقت الشفاء. السؤال: أولا: ما حكم فعلها هذا؟ ثانيا: هل يجوز لها فى حالة عدم شفائها وبقائها على ما هى عليه أن تكشف عن وجهها فقط فى حالة خروجها من البيت لقضاء حاجة من أجل سهولة معاملتها مع الناس فى الشراء والذهاب إلى الطبيب او الذهاب الى دراستها ومثل هذه الأشياء؟ وجزاكم الله خيرا...



الجواب:
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

أولاً: أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لمَرَاضيه، وأن يجنبنا معاصِيَه، وأن يزيدنا من العلم والإيمان، ويميتنا على الإسلام والسنة.

ثانياً: أسأل الله أن يشفي هذه الأخت المريضة، وأن يعافيها في دينها وبدنها.

ثالثاً: كشف المرأة لوجهها لا يجوز شرعاً، وتتحمل المرأة بسببه إثما عظيما وكذلك أولياؤها، والمرض المذكور لا يُسوغ لها كشف وجهها.

رابعاً: يمكن أن تتعامل مع الناس إذا احتاجت -وهي مُغَطية وجهها -عن طريق ما تستطيعه من الكلام والإشارة والكتابة. ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ [الطلاق: 4].

خامساً: الأصل في المرأة القرار في البيت وأن لا تكون خرّاجة ولّاجة بل لا تخرج إلا لحاجة، قال تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب: 33].

سادساً: على أوليائها ومحارمها من الرجال مساعداتها وعدم نعريضها لما لا تحتاج إليه من مكالمة الرجال.

سابعاً: قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2، 3]، فلتجعل لُبسها لغطاء الوجه واحتجابها طاعةً لله تعالى وطلباً لمرضاته مما تتوسل به إلى الله تعالى في شفائها.

وأخيراً: أنصحكم بتقوى الله وطلب مرضاته ومن هذا الحرص على التفقه في الدين، وأنصحكم أن تراجعوا أدلة الحجاب الشرعي في مثل "رسالة الحجاب" للعلامة ابن عثيمين -رحمه الله تعالى -.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.