نصيحة لعموم المؤمنين بعدم المشاركة في المظاهرات!! والانتفاضات!! في بلاد المسلمين الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده رسول الله محمد، وعلى آله وصحبه.

• اعلموا عباد الله أن نصرة دين الله تعالى لا تكون بمعصيته أبدا؛ فمن أراد زيادة الإيمان بنصر دين الرحمن فلابد له من سلوك سبيل المؤمنين، وترك سُبُلِ المغضوبِ عليهم، والضالّين.

• اعلموا -رحمكم الله، ووفقكم لهداه -أن المظاهرات والاعتصامات والإضرابات والانتفاضات! مسالك مستوردة من الكافرين، غير معتبرة عند المؤمنين، ولم ولن ولا يُنصَر بها دينُ ربِّ العالمين.

• اعلموا –علمني الله وإياكم -أن الخروج على الحاكم المسلم لا يجوز حتى لو كان ظالـمًا جائرًا فاسقًا، وعلى هذا إجماعُ أهل السنة والجماعة.
- عن ابن عباس –رضي الله عنهما -أن رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم -قال: {مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً}.
رواه البخاري (7053)، ومسلم (1849)

- وعن حذيفة بن اليمان –رضي الله عنه -أن رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: {يَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لَا يَهْتَدُونَ بِهُدَايَ، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، وَسَيَقُومُ فِيهِمْ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ}. قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله! إن أدركت ذلك؟ قال: {تَسْمَعُ وَتُطِيعُ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ ضُرِبَ ظَهْرُكَ، وَأُخِذَ مَالُكَ فَاسْمَعْ وَأَطِعْ}. رواه مسلم (1847/52).

- وعن عوف بن مالك –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: {إِذَا رَأَيْتُمْ مِنْ وُلَاتِكُمْ شَيْئًا تَكْرَهُونَهُ فَاكْرَهُوا عَمَلَهُ، وَلَا تَنْزِعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ}.
وفي رواية: {أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ، وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ}. رواه مسلم (1855).

• واحذروا تكفير المسلم، وإسقاطَ الكفر على مُعَيَّنٍ بغير حق -لا سيما إذا كان حاكما-؛ فعن أبي هريرة –رضي الله عنه -أن رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم -قال: {إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِأَخِيهِ: يَا كَافُرُ! فَقَدْ بَاءَ بِهِ أَحَدُهُمَا}. رواه البخاري (6103).
- وعن عبادة بن الصامت –رضي الله عنه -قال: دعانا رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، فبايعناه؛ فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا، ومكرهنا، وعسرنا، ويسرنا، وَأَثَرَةٍ علينا، وألا نُنَازِعَ الأمرَ أهلَه، قال: {إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ فِيهِ مِنَ اللهِ بُرْهَانٌ} رواه البخاري (7056)، ومسلم (1709).

- وتكفيرُ الحكام بغير حق، والخروجُ عليهم هو مسلك الخوارج –قبحهم الله-، وقد كَفَّرُوا أَمِيرَيِ المؤمنين عثمانَ وعليًّا –رضي الله عنهما-، وتقربوا إلى الله تعالى بتكفيرهما، وقتلهما.

- قال الإمام محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله تعالى-:
{الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد أو بلدان له حكم الإمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا}. انتهى من (الدرر السنية) (9/5).

• واعلموا –أصلحكم الله -أن المظاهرات والثورات، وعمليات الفساد -المدعاة بالكذب والزور من الجهاد -جرَّت على الإسلام والمسلمين الويلات والنكبات، وفرح بها أعداءُ الإسلام والمسلمين فرحا عظيما، ويريدون منها المزيد؛ فلا تكن خادما لهم، محققا لأهدافهم وأنت لا تدري.

- ما الذي يترتب على هذه الأعمال الإفسادية سوى مزيد السوء والشر على المسلمين، وحصولُ التضييق على المستقيمين، وبروز فرح وتبجح أعداء الدين؟ {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}.
- هذه الدماء لأي شيء تُسفك؟ ولأي غرض تسيل؟ أما لنا عبرة في الذي كان؟! {لَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ}.

• قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى -في (منهاج السنة النبوية....) (4/ 542):
{الفساد الناشئ عن القتال في الفتنة أعظم من فساد ظلم ولاة الأمر؛ فلا يُزال أخف الفسادين بأعظمهما، ومن تدبر الكتاب والسنة الثابتة عن رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- واعتبر ذلك بما يجده في نفسه، وفي الآفاق علم تحقيق قول الله تعالى : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}؛ فإن الله تعالى يُرِي عباده آياته في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أن القرآن حق؛ فخبره صدق، وأمره عدل {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}}. انتهى.

كتبه: محمد بن إبراهيم
بالقاهرة: 4/ 2/ 1436