السؤال: ما هو حال حديث «لا يكن أحدكم إمعة إن أحسن الناس ...» إلى آخر الحديث.
الجواب: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد...
• فقد قال الإمام الترمذي في «الجامع» (2007):
«حدثنا أبو هشام الرفاعي محمد بن يزيد قال: حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبي الطفيل عن حذيفة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لا تكونوا إمعة؛ تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا». هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
- قلت: فهذا لفظه عند الترمذي.
• قال الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- في «نقد (نصوص حديثية في الثقافة العامة)» (ص/ 24):
«ضعيف الإسناد، وقول الترمذي: «حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» من تساهله» ثم ذكر تعليله بعلتين:
- الأولى: الوليد بن عبد الله بن جميع، وقد وثقه غير واحد، وذكره ابن حبان في «الثقات» وفي «المجروحين» (3/ 78، 79) وقال: «كان ممن ينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات فلما فحش ذلك منه بطل الاحتجاج به، أخبرنا الهمداني قال: حدثنا عمرو بن علي قال: كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن الوليد بن جميع».
وقال العقيلي في «الضعفاء» (4/ 317): «في حديثه اضطراب».
- والثانية: شيخ الترمذي أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي، وقد ضعفه غير واحد من الأئمة؛ بل قال الترمذي نفسه في «العلل الكبير»: رأيت محمدا -يعني البخاري- يضعف أبا هشام الرفاعي.
وقال ابن عدي في «الكامل» (7/ 529): «وقد أنكر على أبي هشام الرفاعي أحاديث عن أبي بكر بن عياش وعن ابن إدريس وغيرهما [من] مشايخ الكوفة يطول ذكرها».
• وقد أخرج ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (145)، (1874)، (1875) وغيره؛ من طرق عن سفيان بن عيينة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: «اغد عالما أو متعلما، ولا تغد إمعة بين ذلك».
وقال الألباني عن إسناده: «حسن».
(فائدة): وقع في «جامع بيان العلم وفضله» (145) بعد رواية هذا الأثر: «قال أهل العلم: الإمعة أهل الرأي».
عافانا الله وإياكم من كل ضلال وشر وسوء.