نصائح لاستقامة الشباب الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


السؤال: أنا شاب في العشرين من عمري، ومنّ الله عليّ بالاستقامة منذ فترة قريبة لا تتجاوز العامين، وكان عندي قبل الاستقامة معصية من معاصي الشباب والحمد لله تركتها، لكن كلما تركت أهل السنة وأهل الخير ورجعت إلى المكان الذي كنت فيه من قبل أرجع إلى تلك المعصية، فهل أنا بهذا الوصف لم أستقم في الأصل أم أنا منافق؟ وأريد النصيحة للتغلب على مثل ما أنا فيه؟ وجزاكم الله خيرا...



الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
أما بعد:
 
فأنصح أخي السائل بنصائح متعددة:
 
الأولى: تجديد التوبة، وقد قال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ» [رواه مسلم (2749)]، وهذا الحديث الشريف لا ينبغي أن يفرح به المُصرّ على المعصية، وإنما يفرح به العبد الذي جره الشيطان إلى المعصية وهو يحب التوبة ويريد الرجوع إلى الله تعالى، وأسأل الله أن تكون من التوابين الأوابين.
 
الثانية: لا ترجع إلى المكان الذي كنت فيه من قبل -ما استطعت- وإن رجعت فارجع مع ناس صالحين يكونون -إن شاء الله تعالى- سبباً في الثبات على الخير والبعد عن الشر.
 
الثالثة: إياك وصحبة السوء وإياك ودعاة العصيان وإخوان الشيطان فإن خطرهم عظيم، قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28].
 
الرابعة: كن في التوبة وفي كل الأعمال الصالحة مخلصاً لله تعالى، فالتوبة لا تقبل إلا إذا كانت نصوحاً مخلصة لله تعالى، وكثير من الناس يرجعون إلى المعاصي سريعاً بسبب عدم إخلاصهم لله تعالى في التوبة والعمل الصالح.
 
الخامسة: احرص على ملازمة مجالس العلم -على منهج أهل السنة والجماعة- مصاحباً للصالحين معلقاً قلبك بالله تعالى وحده.
 
السادسة: أشغل وقتك دائماً بحفظ القرآن وتلاوته والإكثار من ذكر الله تعالى والتوبة والاستغفار فكلنا محتاج إلى هذا، والنفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
 
السابعة: علق قلبك بالآخرة واقبل على طلب العلم والعمل به، وقد قال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ يعني الموت» أخرجه النسائي (1824)، والترمذي (2307)، وابن ماجه (4258).
 
أسأل الله تعالى لي ولك ولسائر المسلمين الحياة على الإسلام والسنة والطاعة، والوفاة على ذلك.