نصائح لاجتناب الفتن الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


ماذا يفعل طالب العلم الصغير عندما تحدث فتن بين المشايخ، وطلبة العلم الكبار، ولا يدري أين الحق؟



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بعد عرض السؤال على أبي علي محمد بن إبراهيم -حفظه الله تعالى -أجاب:

الحمد لله وحده، والصلاةُ والسلامُ على من لا نبيَّ بعده، وعلى آلِه وصحبِه.

 
يُنصَح طالبُ العلم في مثل هذه الأحوال بأمور؛ منها:
 
1- التوبةُ إلى الله تعالى من جميع الذنوب والمعاصي.
 
2- الحرصُ على إصلاح الفرائض، والقيامِ بالواجبات.
 
3- الحرصُ على الإكثار من الطاعات.
 
4- لُزُومُ تقوى اللهِ في الحركات والسَّكَنَات، والبعدُ عن التَّوَرُّطِ في شيء من الفتن.
 
5- لزوم الصمت؛ و: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؛ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أَوْ لِيَصْمُتْ"، و: "مَنْ صَمَتَ نَجَا".
 
6- عدم الخوض في أي مسألة بدون علم؛ سواء مع الناس مباشرة، أو عبر وسائل الاتصال الحديثة (خصوصا: ما يُعْرَفُ بالفيس بوك، والواتسآب).
 
- عدم تَعْرِيضِ الأُذُنِ وَالعينِ والقلبِ لكل أحد؛ يُلْقِي ما شاء من شبهات، وفتن؛ فهذا أمر ابتُلِيَ به أكثرُ الناس في هذا الزمان.
 
7- الحرصُ على طلب العلم، ومعرفةِ الحق بِأَدِلَّتِهِ؛ لاسيما من العلماء المتَّفَقِ على إمامتهم وجلالتهم.
 
8- سؤالُ اللهِ تعالى حسنَ الفهم، والإدراك، والوعي، وحسنَ التوفيقِ بين كلام أهل العلم، والتَّمْيِيزِ لصوابه مِنْ خَطَإِهِ.
 
9- التوجُّهُ إلى الله تعالى بصدق، ودعاؤُه الدائم –مع إحضار القلب، والبعد عن الغفلة، واللهو- أن يرزقَنا الهداية، وقد ثبت في "صحيح مسلم" من حديث علي (رضي الله عنه)، أن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) علَّمَهُ أن يقول: "اللَّهُمَّ اهْدِنِي، وسَدِّدْنِي".
 
10- الإنابة إلى الله تعالى، والْإخْبَاتُ لَه، والتضرعُ، مع الذُّلِّ لله تعالى، والتواضع؛ فهو الذي يُضِلّ من يشاء، وَيَهْدي من يشاء، فيا ربَّنا اسْتَنْقِذْنَا من الضلالة، ووفِّقْنَا لسبيل الهداية.
 
11- عدمُ الِاغْتِرَارِ بالكثرة (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) [الأنعام: ١١٦].
 

 
12- عدمُ الِاغْتِرَارِ بمجرد الصوت العالي، وكثرةِ الكلام، والعلمُ بأن كثيرًا من الْمُبْطِلِينَ يستخدمون أساليبَ مختلفة لإيقاع المغفلين الجاهلين، ومرضى القلوب المفتونين في شِبَاكِهِمْ، ويُظْهِرُونَ هذا –لِخُبْثِهِم، ومَكْرِهِمْ- في صورة الْغيرَةِ على الحق، وعلى الكتاب والسنة، وقد جاء في الحديث: "أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ". رواه أحمد، وابن حبان، وغيرُهُما، وصححه غير واحد؛ منهم: الألباني -رحمه الله تعالي -.
 
13- عدمُ الركون إلى النفس، وعدمُ تَحْسِينِ الظَّنِّ بها، وإدراكُ المرءِ ما عنده من جهلٍ، وضعفٍ، وتقصيرٍ.
 
14- عدمُ الركونِ إلى الجاهلين، والمفتونين؛ لاسيما كثيري الكلام (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا) [الفرقان: ٢٧ – ٢٩].
 
15- الحرصُ على معرفةِ علامات أهلِ السنة، وعلاماتِ أهل البدع، وكذلك الحرصُ على معرفةِ علاماتِ أهلِ العلمِ، وعلاماتِ أهل الجهلِ، ومعرفةِ علاماتِ أهلِ الآخرةِ، وعلاماتِ أهلِ الدنيا، ويحرصُ المرءُ على الِازْدِيَادِ من هذه الْمَعارِفِ دَائِمًا.
 
16- الحرصُ على التَّعَقُّلِ في الأمور، وعدمُ الِالْتِفَاتِ إلى تَهْوِيلِ الْمُهَوِّلِينَ، أو تَضْيِيعِ الْمُضَيِّعِينَ.
 
17- الْحِرْصُ على التَّمْيِيزِ بين الفتن التي يكون فيها حُظُوظٌ نَفْسِيَّةٌ، ومسائلُ شخصيةٍ، وظلمٌ مُتَبَادَل، وبين ما يكون فيه الحقُّ في مواجهة الباطل؛ فكثير من الناس لِجَهْلِهِمْ لا يميزون بين النوعين، ويكونون بين مُفْرِطِينَ وَمُفَرِّطِينَ.
 
18- التَّأَنِّي، والتَّرَيُّثُ، والتَّأَمُّلُ قبل أي شيء، وأن يكونَ المرءُ حَذِرًا جِدًّا من تلبيسات شياطين الإنس والجن الذين يَقْلِبُونَ الحقَّ باطلًا، والباطلَ حَقًّا؛ كذبًا، وادعاءً، وتلبيسًا، و"الْقُلُوبُ ضَعِيفَةٌ، وَالشُّبَهُ خَطَّافَةٌ"، (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)  [الحج: ٤٦].
 
19- التَّذَكُّرُ لقولِه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ -: "بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ؛ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ".
 
20- تَعْلِيقُ الْقَلْبِ رَغْبَةً، وَرَهْبَةً، وَرَجَاءً، وَتَوَكُّلًا بالله -سبحانه وتعالى-؛ فهو بِكُلِّ شيءٍ عليم، وعلى كل شيءٍ قدير.
 
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) 
[آل عمران: ٨].
اللهم اهدنا، واهْدِ بِنَا، واجعلنا هُدَاةً مُهْتَدِين؛ غيرَ ضالِّينَ، وَلا مُضِلِّينَ، ولا تجْعَلِ الْأَمْرَ مُلْتَبِسًا علينا يارب العالمين.
 
اللهم اجعلنا أولياءَ مَن وَالَيْت، وأعداءَ مَنْ عَادَيْت، واهدِنَا فيمن هَدَيْت.
 
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى نَبَيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.