الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.
أما بعد:
فإن فرقة الإخوان فرقة ضالة منذ تأسيسها، فالحزبية في الإسلام وتفريق الأمة أمر محظور شرعاً، {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)} [الأنعام].
ثم هذه الفرقة قامت على خلط الحق بالباطل وعلى غير أصول أهل السنة والجماعة؛ بل كان فيها بدع الصوفية، وخروج عن جماعة المسلمين، وإرجاء وتمييع في الدين، ثم تعامل غير مشروع مع الكفار الأجانب، وتشبه بهم في كثير من مظاهرهم وأنظمتهم، ثم مناهجهم وأيديولجياتهم، وهذا كله بنحو أو بآخر صار موروثا موجودا في المجموعات الإخوانية الموجودة في البلدان المختلفة على امتداد تسعين عاماً.
وقد أصاب المسلمين من وراء هذه الفرقة شر كثير ووبال كبير في دينهم ودنياهم من غير نصر ظاهر للدين ولا كسر للكافرين، وكل من عرف نهج أهل السنة والجماعة حقاً لا يشك أن الإخوان ليسوا ينهجونه؛ بل يحاربونه ويحاربون أهله، ولذا قال الإمام الألباني -رحمه الله تعالى-: "ليس صواباً أن نقول: إن الإخوان من أهل السنة؛ لأنهم يحاربون السنة".
وكل ما عند الإخوان وغيرهم من الفرق الضالة من حق فهو في القرآن والسنة، ثم عند أهل القرآن والسنة على الوجه الأصيل الأكمل.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- في آخر حديث حذيفة -كما في الصحيحين- بعد أن قال حذيفة: فإن لم يكن لهم -يعني المسلمين- جماعة ولا إمام؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "فاعتزل تلك الفرق كلها؛ ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك".
فالإخوان وغيرهم من الحزبيين: لا للجماعة لزموا، ولا للفرق اعتزلوا.
ولن تزال طائفة من أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- على الحق ظاهرة؛ كما أخبر -صلى الله عليه وسلم-.
فاحرص على أن تكون من هذه الطائفة من أهل حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علماً وعملاً واعتقاداً؛ تكن من الناجين إن شاء الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.