عدم شرطية المسجد لصحة صلاة الجمعة الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


السؤال: هل المسجد شرط لصحة صلاة الجمعة؟



الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.

أما بعد:

فالأصل أداء صلاة الجمعة في المسجد الجامع، لكن القول بشرطية المسجد لصحة صلاة الجمعة «لَمْ يَدُلّ عَلَيهِ دَلِيلٌ يَصْلُحُ لِلتَمَسُّكِ بِهِ» كما في «السيل الجرار» (1/ 298)، وهذا الذي ذهب إليه كثير من -أو أكثر- الفقهاء كالشافعية والحنابلة وغيرهم.

  • قال الحافظ العراقي -رحمه الله تعالى- في «طرح التثريب» (3/ 822):
«مَذْهَبُنَا [يعني مذهب الشافعية] أَنَّ إقَامَةَ الْجُمُعَةِ لَا تَخْتَصُّ بِالْمَسْجِدِ بَلْ تُقَامُ فِي خُطَّةِ الْأَبْنِيَةِ».

(تنبيه):عند عدم التمكن من إقامة الجمعة في المساجد والجوامع فالأمر أوضح وأجلى.

(فائدة): قال الإمام شمس الدين محمد بن مفلح المقدسي -رحمه الله تعالى- في «الفروع» (2/ 101):

 
«فصل: وَلَا يُشْتَرَطُ لِصِحَّتِهَا إِذْنُ الإِمَامِ (و م ش)» [أي وفاقًا لمالك والشافعي].
 
ثم قال (2/ 102):
 
«فَصْلٌ: وَتَجُوزُ فِي أَكْثَرَ مِنْ مَوْضِعٍ لِحَاجَةٍ، كَخَوْفِ فِتْنَةٍ أَوْ بُعْدٍ أَوْ ضِيقٍ (ش ه ر م ر) لِئَلَّا تَفُوتَ حِكْمَةُ تَجْمِيعِ الْخَلْقِ الْكَثِيرِ دَائِمًا».
 
والله تعالى أعلم.