البراءة الإيمانية من موالاة الكفار وإعطاء الدنيَّة الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


 

بسم الله الرحمن الرحيم


 الحمد لله ربِّ العالمين، ناصرِ المؤمنين، وماحقِ الكفَّار والمنافقين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ النبيين، وخَيْرِ خلقِ الله أجمعين؛ رسولِ الله محمدٍ، وعلى آلِه، وصحبه الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِين.

أمَا بعد ... فقد:
1- قال اللهُ تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}[البقرة: ١٢٠].

2- وقال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)}[البقرة: ٢١٧].

3- وقال تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28)}[آل عمران: ٢٨].

4- وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150)}[آل عمران: ١٤٩ –١٥٠].

5- وقال تعالى: {أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162)}[آل عمران: ١٦٢].

6- وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)}[المائدة: ٥١ –٥٦].

7- وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)}[التوبة: ٢٣ –٢٤].

8- وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)  }[الممتحنة: ١ –٥].

9-    وقال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)}[المائدة: ٧٨ –٨١].

10-وقال تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}[هود: ١١٣].

11-وقال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)}[المجادلة: ٢٢].

تَدَبَّر القرآنَ الكريمَ، كتابَ الله العظيم الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)}[فصلت: ٤٢]، وما فيه من الآياتِ:

لِتَعْلَم أنه لا يجوز لأيِّ مسلمٍ أن يُوَالِيَ أيَّ كافرٍ؛ يهوديًّا كان، أو نصرانيًّا، أو غيرَ ذلك؛ فالإسلامُ هو: الِاسْتِسْلَامُ لِله بالتوحيدِ، والِانْقِيادُ لهُ بالطَّاعةِ، والبَرَاءَةُ منَ الشِّرْكِ وأَهْلِه.

ومَن لَمْ يُكَفِّرِ الْمُشْرِكِينَ، أو شَكَّ في كُفرِهِم، أو صَحَّحَ مَذْهَبَهُم كَفَرَ إجماعًا.


  قال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)}[المائدة: ١٧].


  وقال تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74)مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77)}[المائدة: ٧٣ –٧٧].


  وقال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)}[التوبة: ٣٠ –٣٣].


o  وقالَ النبيُّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: «وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثَمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ». أخرجه مسلم (153)، من حديثِ أبي هريرةَ -رضي الله عنه -.

o   والواجبُ على كلِّ مسلمٍ التمسّكُ بالإسلامِ، والحرصُ على الثباتِ عليه، والتنبُّهُ لكيدِ الأعداءِ ضدَّه؛ هذا الكيدُ ضدَّ الدينِ الذي أخبرَ به اللهُ تعالَى، فقال: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7) أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)}[فاطر: ٥ –٨].


  وقال تعالى: {وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)}[الممتحنة: ٢].


  وقال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)}[البقرة: ١٠٩].


  وقال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217)}[البقرة: ٢١٧].


o  والواجبُ على المسلمين إظهارُ الإسلامِ، والدعوةُ إليه، والنهيُ عن الشركِ، والكفرِ، والأمرُ بالمعروفِ، والنهيُ عنِ المنكرِ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (28) قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)}[التوبة: ٢٨ –٢٩].
 
o  وللْأَسَف فإنَّ كثيرًا منَ النَّاسِ قد جَهِلُوا مَا يجبُ عليهم شرعًا؛ مِن فَهْمٍ، وتَحقِيقٍ للإسلامِ، وإِكْفَارٍ للكفار، ووَلاءٍ للمؤمنين، وبَرَاءٍ منَ الكافرين.

o  فإنَّ أصلَ الدِّين، وقاعدتَه أمْرَان:

الْأَوَّلُ:الْأَمْرُ بعبادةِ اللهِ وحدَه، لا شريكَ له، والتحريضُ على ذلك، والموَالَاةُ فِيه، وتَكفيرُ مَن تَرَكَهُ.

الثَّانِي:الْإِنْذَارُ عنِ الشركِ في عبادةِ الله، والتغليظُ في ذلك، والْمُعَاداةُ فيه، وتَكْفِيرُ مَنْ فَعَلَهُ.


  قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)}[النساء: ٤٨].


  وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116)}[النساء: ١١٦].


  وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151)}[النساء: ١٥٠ –١٥١].


o  وقال النبيُّ --صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ الله حَرُمَ مَالُهُ، وَدَمُهُ، وَحِسَابُهُ عَلَى الله». أخرجه مسلم (23).

o  وقَدْ سَاهَمَ كثيرٌ مِنْ دُعَاةِ الضَّلَالِ في نشرِ هذا الجهلِ، والِانْحِرافِ بِسُكُوتِهِمْ عن بيانِ الحقِّ، ونُطْقِهِم بالزَّيغِ والضَّلالِ، ومُمَالَأَتِهِمْ للكفّارِ، ومُوَالَاتِهِم لهم، وإِعْطَائِهِم الدَّنِيَّة، ورِضَاهُم بالذُّلّ.

«وَلَيَنْزِعَنَّ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ» قيلَ: ومَا الْوَهَنُ؟ قال: «حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».


  قال تعالى: {وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ (26)}[الرعد: ٢٦].


  وقال تعالى: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}[التوبة: ٣٩].


  وقال تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)}[المائدة: ٥٢].


ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وَقَدْ صدَرَ كتابٌ عنْ «قِطَاعِ الْمَعَاهِدِ الْأَزْهَرِيَّةِ» بعنوان: «الثَّقَافَة الْإِسْلَامِيَّة» للصَّفِ الثّالثِ الْإِعْدَادِيّ أُرِيدَ به التَّمْيِيع، والتَّضْيِيع لكثيرٍ مِن مَعَالِمِ الْحَقّ والْهُدَى في معاملة الكفَّارِ؛ خصوصًا النَّصَارَى، ومما فيه:

1- ادِّعَاءُ أصَالَةِ أشياء في الإسلام، وهذه الأشياءُ ما أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِن سُلطان.

2- خَلْطُ الحقِّ(1) بالباطل، وتَوْسِيعُ دلالاتِ بعضِ الأدلَّةِ لِتَشْمَلَ مَا لَا تَدُلُّ عليه.

3- السُّكُوتُ عن بَيَانِ كُفْرِ النصارى، وعَدَائِهم لِلْإسلامِ، والمسلمين؛ في القديمِ، والحديثِ.

4- الضَّعْفُ الواضِحُ، والتَّأَثُّرُ بِهُجُومِ الْمُهَاجِمِين الظّالمين؛ مِنَ الْمُسْتَشْرِقِينَ، والْمُسْتَغْرِبِينَ.

5- تَصْوِيرُ الْبَرَاءَةِ مِنَ المشركين وكأنها مِن مُخْتَرَعَاتِ الْمتطَرِّفِين التَّكْفِيرِيّين المعاصرين.

ومِنْ ذلك: وَمِن أَشْنَعِ ما جاء فيه: ما جاء في طَلِيعَتِه(2) مثل:

1- «الْمُواطَنَةُ في الإسلام لَا تُفَرِّقُ في الحقوق، والواجباتِ بينَ الْأَدْيَانِ المختلفة»(3).

2- «بَلْ تَطَوَّرَ الأمرُ إلى صُدُورِ فتاوى خاطِئة، ومَغْلُوطَة تَمْنَعُ المسلمَ مِن أن يُهَنِّئَ(4) جَارَه، أو صديقَه الْمَسِيحِيَّ(5)، وتَحْظُرُ عليه أن يُشَارِكَه فَرَحَهُ، أو يُعَزِّيهِ في مُصَابِه»(6).

3- «وَنَصِيحَتُنَا الَّتِي لا نَمَلُّ مِن تكرارِها عَلى عقولِكُم، ومَسَامِعِكُم: أنْ تَحْتَرِسُوا أَشَدَّ الِاحْتِرَاسِ مِن أيِّ فِكْرٍ ضَالٍّ، مُنْحَرِفٍ؛ يَدْعُو إلى الإساءَةِ إلى المسيحيين(7)، أو إلى تَكْفِيرِ المسلمين(8)، أو كَرَاهِيَةِ الوَطَنِ، وقَادَتِهِ، وجَيْشِه، وقُوَّاتِ أَمْنِهِ».(9)

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وَنَسْأَلُ الله الْكَريمَ الْمَنَّانَ: أن يُحْيِيَنَا مسلمين، وأن يَتَوَفَّانَا مسلمين، وأن يُلْحِقَنَا بالصالحين؛ غَيرَ خَزَايَا، ولا مَفْتُونِينَ؛ بِرَحْمَتِه، وهُوَ أرحمُ الرَّاحِمين.
وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ، وعَلى آلِه، وصحبِه، وسَلَّم
  
 
وحتَّى لا يُزَايِدَ أحَدٌ

(تنبيه): مما يَسْهُلُ على كثيرٍ من الناس في هذه الأيام اتِّهَامُ مَن أظهرَ شيئًا من الحقِّ خلافَ ما يُريدون من التَّمْيِيعِ، والتَّضْيِيعِ بالإخوانيَّةِ، والدَّاعِشِيَّةِ.

وأُحِبُّ أن أُنَبِّهَ أنني برِيءٌ منَ الخوارجِ بِكُلِّ فِرَقِهِم، ومِن فِرَقِهِم: دَاعِش، والإخوان، وقد سَبَقَ أنْ كَتَبْتُ مَقَالاتٍ، وَرَسَائِلَ، وجَمَعْتُ كلامًا لِأَهْلِ العلمِ في مُضَادَّتِهِم؛ ومِن ذلك:

1- «أقوالُ أهلِ العِلْمِ في حُكْمِ قَتْلِ وَاغتِيَالِ رجالِ الْأَمْنِ وَحُكْمُ التَّسَتُّرِ على الخوارجِ (الإرهابيين)».

2- التَّقْدِيمُ، والتَّعْلِيقُ على رسالةِ: «بَيَانُ حُقوقِ وُلَاةِ الأمُورِ مِن الكتابِ والسنَّةِ» للشيخ ابن باز.

3- الْجَمْعُ لـ، والتَّعْليقُ على: «فَتَاوَى اللَّجْنَةِ الدَّائمةِ لِلبحوثِ العِلْمِيَّةِ والإفتاءِ في فِرْقَةِ الإخوان»(وقد نُشِرَتْ طبعتُه الأولى في أيام حكم محمد مرسي)(10).

4- التَّعْلِيقُ عَلى رسالةِ: «تَحْقِيقُ الكَلَام في حُكْمِ تَنْصِيبِ الْإِمَامِ»للشيخ الفوزان.

5- أحاديث من صحيح مسلم (قطعة من كتاب الإمارة).

6- «بيانُ الضَّلالِ والخَطَإِ الفاحِش في الرِّضا والدفاعِ عن خوارجِ داعش».

7- «تنبيهات على بعض ما عند خوارج (داعش) من ضلالات وانحرافات وجهالات».

8- «كلمة عن تنظيم القاعدة».

9- «إرغام الخوارج والنواصب ببعض ما صح من فضائل ومناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -».

10- نقل «كلمات للعلامة الوادعي –رحمه الله تعالى –في الإخوان المفلسين».

وفِيما يلي نموذج مما كَتَبْتُه ضدَّ خوارجِ تنظيمِ داعش.
 

بسم الله الرحمن الرحيم
تنبيهات على بعض ما عند خوارج (داعش)

من ضلالات، وانحرافات، وجهالات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد... قال الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}؛ فقد ذُكِرَ لي عن بعض أهل الجهل والضلال قوله عن تنظيم (داعش): "لا أعرف لهم بدعة". وعن غيره من الجهلة الضُّلَّالِ: أنه متوقف فيهم. فأحببت أن أذكر باختصار بعض ضلالاتهم، وانحرافاتهم، وجهالاتهم(11):

1-  الخروج عن جماعة المسلمين، وترك طاعة أُولِى الأمر.

2-  الحزبية المَقِيتَةُ –والتي حَوَّلُوهَا فيما بعد إلى دولة يجب على كل مسلم في العالم الهجرة إليها في زعمهم -بالانتساب إلى تنظيم خاص يقتصر على بعض المسلمين، وهو تنظيم القاعدة، ثم تنظيم الدولة!!(12)

3-  تكفيرُ جميعِ حكامِ المسلمين، وجميعِ جيوشِ المسلمين، وجميعِ رجالِ الشرطة في البلاد الإسلامية(13).

4-  تكفيرُ المسلمين بما ليس مكفِّرًا، وصورُه عندهم كثيرة.

5-  تكفيرُ من وَقَعَ في الكفر بِالتَّعْيِينِ؛ بدون نظر إلى اسْتِيفَاءِ الشروط، وَانْتِفَاءِ الموانع وبَنَوا على ما تَقدّم:

6-  تكفيرُ كلِّ من دخل البرلمان، ورؤوسِ جميعِ الأحزاب؛ حتى التي تنتسب إلى الإسلام(14).

7-  إلزامُ الناسِ بالدخولِ في تنظيمهم؛ خصوصًا بعد أن سيطروا على مساحاتٍ واسعةٍ، ثم ادَّعَوْا أن التنظيمَ دولةٌ، ثم زعموا تَحَوُّلَهُ إلى خلافةٍ يجب على كل المسلمين الهجرةُ إليها؛ خصوصًا مع:

8-  ادِّعَاءِ أن جميعَ بلادِ المسلمين الأخرى بلادُ كُفْرٍ وَرِدَّةٍ.

9-  عدمُ فهم، وعدمُ رِعايةِ الكثير من القواعد، والأحكام الشرعية في الجهاد؛ بدْءًا، واسْتِمْرَارًا.

10- تَجْوِيزُ العملياتِ الانتحاريةِ، وكثرةُ الاعتمادِ والِارْتِكَازِ عليها في العمليات، والغلوُّ فيها، وتسميتها –كذبا- انغماسًا في الأعداء.

11- سوءُ التَّصَرُّفِ في كثير من الأمور، ومع كثيرٍ منَ الناسِ على اختلافِ أحوالهم؛ بما يخالف الشرع.

12- عدمُ الرِّعَايَةِ والنظرِ في المصالح والمفاسد، وما ينبغي من التصرف شرعا في كثير من الأمور.

13- اتِّخَاذُ شعاراتٍ واقعية في الملبس، والشكل؛ إما ليس لها أصل على هذا النحو، أو لها أصل لكنهم غَلَوْا فيها غُلُوًّا غيرَ مَرْضِيٍّ شرعا.

14- تقليدُ بعضِهِمْ لبعض في حركات، وأمور؛ من غير دليل.

15- التَّكَلُّفُ الظاهرُ –بل الرياءُ؛ بدلالة القرائن- من العديد منهم، في مواطن متعددة (حتى في قول بعضهم: تكبير).

16- استباحةُ التَّصْوِيرِ الفُوتُوغْرَافِيّ، والتِّلِيفِزْيُونِيّ، ويستخدمون هذا في أشياء كثيرة؛ يروجون بها لأنفسهم، وفي نقل عمليات الذبح للناس(15)؛ على نحو يُجْزَمُ بحرمته شرعا، وتَرَتَّبَتْ عليه أضرارٌ كثيرةٌ، وتشويهٌ للإسلام والمسلمين.

وعندهم سوى ما تقدم بلايا ورزايا كثيرة، والله المستعان.

أسأل الله أن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يذل الكفر والكافرين، وأن ينتقم من كل أعداء الدين.
اللهم انصرِ الإسلامَ والسنةَ وأَهلَهُما، واجعلنا من أهلِهِمَا، واخْذُلِ الشركَ والبدعةَ وأَهلَهُما، ولا تجعلْنَا مِن أهلِهِمَا.
 

كتبه
محمد بن إبراهيم
-غفر الله تعالى له-
25/ 3/ 1436

 


------------------------------------------------

(1)وما في الكتاب من الحقِّ الموافقِ للكتابِ، والسنة الصحيحة فلا يُنْكَرُ كما لا يَخْفَى، ومَن اسْتَأهل مِن أهلِ الكتاب؛ اليهودِ، والنصارى؛ فله عندنا بِرٌّ، وإحسانٌ، بحسب ما ينبغي شرعًا، ولكن الفرق واضح بين: البِرِّ، والإحسانِ، والصِّلَةِ لمن لم يُعَادِ المسلمين، ويَسْعَ في الشرِّ لهم، وبين الْمُوَالَاةِ، والمودة؛ فهذه مقطوعة مع الكفار بنصوص كتاب الله تعالى:ﱡكَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﱠ  [المممتحنة: 4].
 
(2) التي كتَبَهَا الْمُعَيَّنُ في مَنْصِبِ «شيخ الأزهر».
 
(3) فهل تَجِبُ الْجِزْيَةُ على المسلمين؟ أو تؤخذُ الزكاةُ مِن غيرِهم؟ هذا مُجَرَّدُ مِثال.
 
(4) مَنْعُ المسلمِ مِنْ تَهْنِئَةِ الكَافِرِ بِعِيدِه إجماعُ أهلِ الْعِلْمِ:
قال ابنُ الْقَيِّمِ (رحمهُ اللهُ تعالى) –وهو ليس ممن وصفَهُم بأنَّهُم: أناسٌ ليسوا على عِلْمٍ بِأُصُولِ الشَّرِيعةِ، ولا معرفة بمقاصدها العليا، ولا دراية لِحِكْمَتِهَا البالغةِ في التشريع- في «أحكام أهل الذمة» (1/ 441):
«وَأَمَّا التَّهْنِئَةُ بِشَعَائِرِ الْكُفْرِ الْمُخْتَصَّةِ بِهِ فَحَرَامٌ بِالِاتِّفَاقِ؛ مِثْلَ أَنْ يُهَنِّئَهُمْ بِأَعْيَادِهِمْ، وَصَوْمِهِمْ؛ فَيَقُولَ: عِيدٌ مُبَارَكٌ عَلَيْكَ، أَوْ: تَهْنَأُ بِهَذَا الْعِيدِ، وَنَحْوَهُ، فَهَذَا إِنْ سَلِمَ قَائِلُهُ مِنَ الْكُفْرِ، فَهُوَ مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ، وَهُوَ بِمَنْزِلَةِ أَنْ يُهَنِّئَهُ بِسُجُودِهِ لِلصَّلِيبِ، بَلْ ذَلِكَ أَعْظَمُ إِثْمًا عِنْدَ الله، وَأَشَدُّ مَقْتًا مِنَ التَّهْنِئَةِ بِشُرْبِ الْخَمْرِ، وَقَتْلِ النَّفْسِ، وَارْتِكَابِ الْفَرْجِ الْحَرَامِ، وَنَحْوِهِ.
وَكَثِيرٌ مِمَّنْ لَا قَدْرَ لِلدِّينِ عِنْدَهُ يَقَعُ فِي ذَلِكَ، وَلَا يَدْرِي قُبْحَ مَا فَعَلَ، فَمَنْ هَنَّأَ عَبْدًا بِمَعْصِيَةٍ، أَوْ بِدْعَةٍ، أَوْ كُفْرٍ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِمَقْتِ الله، وَسَخَطِهِ».

 
(5) الذي في القرآنِ، والسُّنَّةِ تَسْمِيَتُهُم بالنصارى، والْمَسِيحُ Oبَرِيءٌ منهم؛ فلا تَجُوزُ نِسْبَتُهُم إلَيه.
 
(6) انظر «أحكام أهل الذمة»(1/ 441)، و«تحفة الإخوان بما جاء في الموالاة والمعاداة والحب والبغض والهجران» (ص/ 19: 22).
 
(7) وهَلْ مِنَ الْإِساءَةِ إليهم:
       1- قراءةُ آياتِ كتابِ الله فِي شأنِهِم في الصَّلَوَاتِ، وعلى المنابِرِ؟ وكتابتُها في الصحف، والكتب؟

       2- بيانُ كفرِهم بهذه الآيات، وأن المسلم لا يصحُّ إسلامُه إذا لم يَعتقدْ كفرَهم، وخلودَهم في النار إذا ماتوا على الكفر؟

       3- بيانُ كَيْدِهم، ومُخَطَّطَاتِهِم لِاحتلالِ البلادِ، وتفريغِ أحياء كاملة مِن المسلمين، والسَّعْيِ في تَنْصِيرِ المسلمين، وعملِ الأسحارِ المختلفة في الكنائسِ؟ إلى آخر القائمةِ الطويلةِ مِن جرائمِهِم العلنيَّة، والسِّرِّيَّة وتَحْذِيرُ المسلمين من ذلك؟.

       4- دعوَتُهُم إلى الإسلامِ، وبيَانُ أنَّ دِينَهُم باطلٌ؛ بالأسلوبِ الْمُنَاسِبِ شرعًا؟

 
(8) وانظر نَفْسِيَّةَ الكاتبِ؛ حيث قَدَّمَ النَّهْيَ عن الإساءةِ إلى النَّصَارى، على النهيِ عن تكفيرِ المسلمين، وهو الذي قد قَذَفَ النصارى من قبلُ سيارتَه بالحجارة لما ذهب إلى الكنيسة للتَّعْزِيَةِ بعدَ أحداثِ كنيسةِ الإسكندرية، ﱡﭐوَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْﱠ[البقرة: ١٢٠].
 
(9) هذا المنهجُ الْمُنْحَرِفُ، وهذا المسلكُ الباطلُ مِن أبْرَزِ الأسبابِ المساعدةِ على تَحَوُّلِ كثيرٍ منَ الشَّبَابِ إلى الْغُلُوِّ، والتَّطَرُّفِ، وتكفيرِ المسلمين؛ حكَّامًا، ومَحْكُومين، وجَيشًا، وشُرْطَةً تَحْتَ ذَرَائِعَ مختلفةٍ باطلةٍ؛ فالغُلُوُّ قَابَلَهُ غُلُوٌّ مُضَاد، ولا شَكَّ أن تكفيرَ المسلمِ بِغَيْرِ حقٍّ مسلكُ الخوارجِ، وأمرٌ مُنْكَرٌ، شَنِيعٌ، بَاطِلٌ، ولكن تَكْفِير الكَافِرِ، والبَرَاءَة منه أمرٌ واجبٌ، والمنهجُ الإسلامِيُّ، الوَسَطِيُّ، الْحَقُّ هو الذي فيه: الْوَلَاءُ للمؤمنين، والبَرَاءَةُ من الكافرين ﱡﭐمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْﱠ[الفتح: ٢٩]، ﱡﭐأَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَﱠ [المائدة: ٥٤]،  بَعِيدًا عنِ: الْغُلُوِّ والْإِفْرَاطِ، أو الْجَفَاءِ والتَّفْرِيطِ؛ فلا مُوَالَاةَ للكافِرِ، ولَا ظُلْمَ له، ولا تَكْفِيرَ للمسلمِ، ولا سُكُوتَ عن باطل.
 
(10) وليس في هذا أيُّ إشكالٍ شرعيٍّ، والحمدُ لله تَعالى.
 
(11) وقد ذَكَرْتُ تفصيلًا أكثرَ في عدد من الدروس والخطب.
 
(12) وهذه التَّنْظِيمَات والفرق والجماعات كلها ما أنزل الله بها من سلطان، قال تعالى: ﱡإِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَﱠ.
 
(13) وهذا وغيره مما ذكرتُه مذكورٌ بصراحة في بيانهم لعقيدتهم.
 
(14) مع التنبيه على براءتنا من الديمقراطية ومُفْرَدَاتِهَا الطاغوتية.
 
(15) بل وقع التصوير للعبث بالرؤوس بعد فصلها عن الجسد، والله المستعان.