تحذير المؤمن من كل خارجي مرجئ الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، رسول الله محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد...
 
 
فقد دُفع إليّ كتاب بعنوان «حصن المؤمن»(1) لأبي إسلام مصطفى بن محمد بن سلامة،(2) فظننته أولا كتاب ذكر ودعاء، ثم وجدته يقول في مقدمته (ص/ 5، 6):
 
«وبعد فهذا كتاب -يعلم الله- أني أُدفع دفعا لكتابته من قبيل الواجب الشرعي في النصح إلى كل مسلم.
 
  • وذكرت في هذا الكتاب مجموعة من الأسئلة لا حاجة لي في الجواب عليها، ولولا الخوف على الأحبة ما أقدمت على ذلك».

 

قلت: كان الأولى به أن ينشغل بصلاح حاله علمًا وعملًا فهذا خير له من الخوض في الضلال والرد على علماء السنة.
 
  • ثم قال:«ولولا الخوف على الحاقد الحاسد ما أقدمت على ذلك».

 

قلت: أولا:{أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)} [العنكبوت].
 
 
ثانيا: «كم من مريد للخير لن يصيبه؟»
 
  •  ثم قال:«ووالله لولا أن أصحاب الأقوال المنحرفة كثروا وظهروا وانتشروا، وهم عند كثير من الناس سادات الأنام، ومشايخ الإسلام، وأهل العرفان والتوحيد والتحقيق، حتى قدموهم على صحيح المنقول، وفضلوهم على صريح المعقول(3)، لم يكن بنا حاجة إلى بيان فساد هذه الأقوال وإيضاح هذا الضلال، وقد سميت هذا الكتاب: «حصن المؤمن من كل مرجئ»».
قلت:فمن هم المرجئة؟ ومن هم أصحاب الأقوال المنحرفة؟
 
  • الكتاب عبارة عن أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان والكفر، وكثير مما ذكره يحتاج إيضاحًا ومناقشةً وردًّا عليه(4)، ولس هذا غرضي هنا، بل غرضي أن أبين حال الكتاب.(5)
  • يدندن كثيرا بذكر «مرجئة العصر» ويعزو إليهم أقوالا تعزى إلى العلامة الألباني -رحمه الله تعالى- بحق وبباطل.
ثم ذكر ما يدل صراحة على أن العلامة الألباني عنده من مرجئة العصر بل جعله رأسهم حيث لم يذكر أحدا للرد عليه وعلى كلامه الذي يعده إرجائيا سوى الإمام الألباني -رحمه الله تعالى-.
 
  • حيث قال بعد أن ذكر كلاما عزاه لمرجئة العصر (ص/66):
«3- وأعجب ما في هذا أنهم جوزوا عدم التلازم منطوقا ولزوما
قال الألباني -رحمه الله- (شريط الكفر كفران):
«التفريق بين كفر وكفر هو أن ننظر في القلب .....»».
فذكر كلام العلامة الألباني كمثال واضح للإرجاء عنده، ثم قال:
«الوقفة الأولى:
يقول رحمه الله: «وهو أن ننظر في القلب».
والسؤال: كيف ننظر في القلب؟
  • قلت: 1- فإما أننا آلهة مع الله -تعالى الله علوا كبيرا- حتى ننظر في قلوب العباد، وهذا باطل قطعا.
2-وإما أننا يوحى إلينا بحال القلوب ...». إلى آخر ما ذكره.
 
أقول:ذكر ثلاثة نقول مفرغة من أشرطة عن العلامة الألباني (ص/ 66، 67، 68) لم يحسن فهمها ولا توجيهها، وسوء فهمه لكلام العلامة الألباني رحمه الله أساسه الجهل -على ما يظهر- بأصل أهل السنة والجماعة في هذا الباب وغيره.
 
فمثلا في النقل المذكور الإمام الألباني -رحمه الله تعالى- يريد أن التفريق بين الكفر الأكبر والأصغر يكون على أساس اعتقاد القلب واستحلاله(6)، وكلامه في الشريط واضح أنه لا يريد به إلا هذا، لا يريد أننا آلهة، ولا أننا يوحى إلينا وحاشاه رحمه الله.
وقد أعاد مثل هذا الكلام عقب النقل الثاني(7)(ص/ 68).
 
وبعد أن ذكر هذه النقول وعلق عليها قال:
 
«فإن تبين ما سبق؛ فاعلم أن كلامهم قد جمع بين عدة أوصاف:
 
الأول:التخليط.
 
الثاني:التفريق بين المتماثلات.
 
الثالث:الجمع بين المتناقضات.(8)
 
قال ابن تيمية (ج 7 ص 557) من «مجموع الفتاوى»:
 
«فهؤلاء القائلون بقول جهم والصالحي، قد صرحوا بأن سب الله ورسوله والتكلم بالتثليث وكل كلمة من كلام الكفر ليس كفرا في الباطن ...»» إلى آخر ما ذكره.
 
قلت:وواضح أن المراد بهذا الكلام هم مرجئة العصر عنده وعلى رأسهم الألباني الذي صرح غير واحد من خوارج العصر أنه جهمي جلد(9)، وأنه قال بقول الجهم بن صفوان(10). وحسبنا الله ونعم الوكيل.
 
ثم قال في (ص/ 75):
 
«ما هي طريقة أهل البدع(11) في دفع الخصوم من أهل السنة؟
قل أولا: التشنيع على أهل السنة(12)، وذلك بوصفهم بأوصاف ينفر بسببها الناس من أهل السنة.
 
ثانيا:ومن هذه الأوصاف:
  • أنهم خوارج.
  • أنهم تكفير.
  • أنهم قطبيون.
  • أنهم متشددون.
ثالثا:نسبة كبار العلماء؛ كقولهم: معنا فلان وفلان.(13)
 
رابعا:تقليب الحكام على أهل السنة(14)».
 
وقال في آخر الكتاب (ص/ 79):
 
 
«س77: اذكر لنا أسماء مرجئة العصر؟
 
قل:
 
أولا: الجواب عن هذا السؤال من كلام الحرب، ونحن مع كلام السلم(15).
 
ثانيا: أننا لم نضطر لهذا، وإن قيل علينا منهم أننا خوارج، وتكفير، وقطبيون، وأغمار(16)، ...».
 
 
وأقول له ما قاله(17) في كتابه (ص/ 77):
 
«الله الموعد، الله الموعد
 
أتدرون أين؟
 
عند القنطرة بين الجنة والنار
 
عندها ترد المظالم».

 

هذا المقال كتبته قبل سنوات
 
وأعدت النظر فيه لنشره سنة 1439
 
والحمد لله رب العالمين
 

 

(تنبيه)هذا المقال كنت كتبته قبل سنوات إنكارًا على الخوارج القطبيين التكفيريين الذين يتكلمون بمثل الكلام المذكور سابقاً؛ فالعجب أن يأتي من يدعي السلفية، ويتمسح بمشايخ السنة، ودعوة أهل السنة -خصوصا في اليمن- ثم يتكلم بمثل كلام هؤلاء المبتدعة الخوارج الضلال، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
 
 
----------------------------------------------
 
 
(ملحق)
رسالة في براءة العلامة الألباني من الإرجاء
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
«الحمد لله الذي يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، وأوضح الحقّ وأعلاه فأضاء نوره ما بين المغارب والمشارق، وأدحض الباطل وأهله من كل معاند للحقّ ومشاقق، أحمده سبحانه وأشكره على قمع كل منافق ومارق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في إلهيته وربوبيته لجميع الخلائق، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله إمام المتّقين وقائد الغرّ المحجّلين ذو المناقب والسوابق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما انغدق الودق وأومضت البوارق، وسلم تسليما كثيرا»(18).

 

أمّا بعد،فأريد أن أؤكد في هذه الأسطر على أمر معلوم عند أهل السنة والجماعة يتعلّق بالعلاّمة الإمام محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى-، وهو براءته من الإرجاء، وأنّه لا يجوز رميه بشيء من ذلك، خلافا لما جرى عليه خوارج العصر(19) والحدّادية(20) على اختلاف فرقهم وتعدّد فصائلهم من رميه رحمه الله بالإرجاء(21)، ومن خفّف العبارة منهم قال: وقع في الإرجاء أو دخل عليه كلام المرجئة(22)، وقد ظهر هذا في حياته رحمه الله واشتدّ بعد موته، بل ربما ظهر من بعض من كان يلبس لبوس السنّة ويتصدّى للدفاع عن الإمام الألباني مدّة من الزمان(23).
 
 
هَــذَا الزَّمَــانُ زَمَانَ الجَهْلِ وَالْفِتَنِ   انْظُـرُوا إِلَـى مَا حَلَّ فِيهِ مِـنْ نَـتَنِ
يُقْضَى عَلَى الْمَرْءِ فِي أَيامِ مِحْنَتِهِ   حَتَّى يَرَى حَسَنًا مَا لَيْسَ بِالحَسنِ
 
وقد قال رحمه الله في «الذبّ الأحمد عن مسند الإمام أحمد»، تعليقا على كلام له في بيان قول أهل السنة في الإيمان والردّ على المرجئة:
 
«هذا ما كنت كتبته منذ أكثر من عشرين عاما مقرّرًا مذهب السلف وعقيدة أهل السنة -ولله الحمد- في مسائل الإيمان، ثمّ يأتي اليوم بعض الجهلة الأغمار والناشئة الصغار فيرموننا بالإرجاء! فإلى الله المشتكى من سوء ما هم عليه من جهالة وضلالة وغثاء»(24).
 
فالعلاّمة الألباني رحمه الله ناصر لمنهج وعقيدة أهل السنّة والجماعة عموما وفي الإيمان خصوصا، وقد حقّق عددا من الكتب بعضها كان مخطوطا في عقيدة أهل السنة في الإيمان على وجه الخصوص، منها:
 
1-الإيمان للإمام أبي عبيد القاسم بن سلام.
 
2-الإيمان للإمام أبي بكر عبد الله بن أبي شيبة.
 
3- الإيمان «الكبير» لشيخ الإسلام ابن تيمية(25).
 
وحقّق شرح عقيدة الطحاوي رحمه الله وعلّق على المتن، وله سوى ذلك كتب كثيرة، وكل مؤلفاته وتعليقاته وتخريجاته وتحقيقاته وأشرطته شاهدة بسنّيّته وسلفيّته وبراءته من مذهب المرجئة(26).
 
وأهل العلم المعتبرون العارفون به من أقرانه وتلامذته قد شهدوا له بالسنة ونفوا عنه هذه التهمة(27).

 
1- سئل العلامة الإمام عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- هذا السؤال:
 
س: «يثير بعضهم شبهات حول عقيدة العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -حفظه الله- وينسبونه إلى بعض الفرق الضالة كالمرجئة، فما نصيحتكم لأولئك؟»

 

فأجاب -رحمه الله تعالى-:
 
«الشيخ ناصر الدين الألباني من إخواننا المعروفين المحدّثين من أهل السنّة والجماعة، نسأل الله لنا وله التوفيق والإعانة على كل خير.
 
والواجب على كل مسلم أن يتقي الله، وأن يراقب الله في العلماء، وألاّ يتكلّم إلا عن بصيرة»(28).
 

 

2- وسئل العلاّمة الإمام محمد بن صالح بن عثيمين -رحمه الله تعالى- هذا السؤال:
 
 
«يقول البعض: إنّ الشيخ الألباني رحمه الله قوله في مسائل الإيمان قول المرجئة(29)، فما قول فضيلتكم؟».
 
فأجاب - رحمه الله تعالى -:
 
«الألباني رحمه الله عالم محدّث فقيه -وإن كان محدّثا أقوى منه فقيها -ولا أعلم له كلاما يدلّ على الإرجاء -أبدا-.
 
وأنا أشهد للشيخ الألباني رحمه الله بالاستقامة وسلامة المعتقد وحسن القصد، ولكن مع ذلك لا نقول: إنّه لا يخطئ؛ لأنّه لا أحد معصوم إلا الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
 
من رمى الشيخ الألباني بالإرجاء: فقد أخطأ، إمّا أنّه لا يعرف الألباني، وإمّا أنّه لا يعرف الإرجاء.
 
الألباني رجل من أهل السنّة رحمه الله مدافع عنها: إمام في الحديث، لا نعلم أحدا يباريه في عصرنا(30)، لكن بعض النّاس -نسأل الله العافية-، يكون في قلبه حقد إذا أرى قبول الشخص؛ ذهب يلمزه بشيء، كفعل المنافقين الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات، والذين لا يجدون إلا جهدهم، يلمزون المتصدّق المكثر من الصدقة، والمتصدّق الفقير(31).
 
الرجل رحمه الله نعرفه من كتبه وأعرفه بمجالسته -أحيانا-: سلفي العقيدة، سليم المنهج، لكن بعض الناس يريد أن يكفّر عباد الله بما لم يكفّرهم الله به، ثم يدعي أنّ من خالفه في هذا التكفير فهو مرجئ -كذبا وزورا وبهتانا-، لذلك لا تسمعوا لهذا القول من أي إنسان صدر».
 
ثم قال الشيخ رحمه الله: «هذا ما ندين الله به، ونشهده على محبّته».
 
وقال للسائل: «أرجو منك -أنت أيضا- أن تنشر هذه الفتوى»(32).
 
3- وسئل العلاّمة الإمام أحمد بن يحيى النجمي -رحمه الله تعالى-، فقيل له أكثر من سؤال في هذا المعنى:
 
هل صحيح أنّ الشيخ الألباني والشيخ ربيعا(33) مرجئة وأدخلوا الأمّة في الإرجاء أو أنّهم وافقوا المرجئة؟

 

فقال -رحمه الله تعالى-:
 
«الشيخ ربيع والشيخ الألباني ليسوا مرجئة ولا وافقوا المرجئة، وما هذه إلا فرية عليهم، ويسأل الله من افترى عليهم هذا الافتراء، أهل سنة؛ الشيخ الألباني والشيخ ربيع أصحاب سنة، نافحوا عن السنة، وعملوا بالسنة، من مات منهم ما مات إلا وقد ملأ الرفوف بتمييز الحديث الصحيح من الحديث الضعيف، انظروا إلى كتب الألباني ما تجدون؟! سبحان الله العظيم، الله أكبر، ما عرفنا أحدا عمل مثل ما عمل، والآن يقال بأنّه مرجئ، ألا يستحيي؟ ألا يستحيي هذا الذي يقول؟ ألا يتقي الله هذا الذي يقول؟...(34) سيعود إلى كتبه وإلى تصحيحه وتضعيفه، ربما أنّه يرجع إلى كتبه وإلى تصحيحه وتضعيفه، ومع ذلك يقول أنّ الألباني مرجئ، هذه فرية عظيمة، وكذلك الشيخ ربيع هو من أهل السنة الذين أفنوا أعمارهم في الذبّ عن السنّة وفي نشر السنّة وفي الذبّ عنها، ذبّ عنها المبتدعة، وبيّن بدعهم، والذي يجب علينا أن نشكره وأن ندعو له بالتوفيق والثبات، ولا...(35) لأحد أن يلصق به التهم بغير حقّ، هذا والله حرام، والله حرام، هذه يعني فئة نسأل الله العفو والعافية من طريقتها، فئة يقال لها: الحدّادية وغيرهم ممّن لهم -يعني- غلّ وحقد على الشيخ ربيع، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد.
 
فالذي أنصح به ألا يُسمع كلام هؤلاء، ومن سمعتموه يقول هذا القول فاعلم أنّه على شفا هَلَكَة، وانصحوه لعلّ الله أن يهديه إلى الرجوع»(36).

 

وسئل -رحمه الله تعالى- السؤال التالي:
 
«بعض من تربّى على كتب السرورية والحزبية يتهم الأئمة الثلاثة ابن باز وابن عثيمين والألباني -رحمهم الله- يتّهمهم بالإرجاء لأنّهم لا يكفرون الحكام، فما تعليقكم؟».

 

فكان أول جواب الشيخ -رحمه الله تعالى- أن قال:
 
 
«هذا جهل وضلال...»(37).
 
هذا كلام بعض علمائنا الذين توّفاهم الله تعالى -رحمهم الله تعالى ورفع درجاتهم-، وأمّا علماؤنا الأحياء فكلامهم في هذا كثير وسأقتصر هنا على ذكر كلمة واحدة(38) للعلامة الإمام الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى-، وقد ذكر فيها أنّ العلامة الألباني:
 
«كان إماما كبيرا في السلفية والسنّة ومحاربة البدع، وقدّم جهودا عظيمة لهذه الأمّة تعجز أن تقوم بها الدول، وقد أنشأت دول مشروعات لخدمة السنّة وعجزت أن تلحق بهذا الرجل الذي هيّأه الله لتجديد الدين في هذا العصر، وكان مع الشيوخ السلفية -وعلى رأسهم الشيخ ابن باز- على غاية من المحبة والتوادّ والتواصي، ولم يطعن بعضهم في بعض، ويزكّي بعضهم بعضا، ويؤيد بعضهم بعضا، وكانت الأحزاب تتمسح(39) لتكسب من ورائه جماعات وجماعات وأشياء أخر، ولما مات قام هؤلاء ينسبون الشيخ الألباني إلى الإرجاء، والشيخ الألباني معروف بمحاربة البدع من كبيرها إلى صغيرها، ومن أَلِفِها إلى يائها، ويؤلف الكتب في الصلاة ويتعرض لبدع الصلاة، وفي الحجّ، ويتعرض لبدع الحج، وفي الجنائز، ويتعرض لبدع الجنائز، ويفنّد البدع، ويحاربها أشد الحرب، وحارب الفرق وانحرافاتها من الجهمية والمعتزلة والخوارج والمرجئة، وحارب الإرجاء بالأخصّ محاربة لا هوادة فيها، ولم يجامل فيها لا الطحاوي ولا ابن أبي العزّ السلفي رحمه الله، وهذه كتبه وأشرطته تنضح بمحاربة هذا المذهب الفاسد(40) كما حارب البدع الأخرى»(41).

 

وأقول في آخر هذه الأسطر:إن كان وضح لنا -نحن أهل السنّة- أنّ الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- بريء من الإرجاء، فإنّه واضح لنا كذلك أنّ الشيخ ربيع -حفظه الله تعالى- بريء من الإرجاء(42).
 
 
اللهم انصر الحقّ وأهله، واجعلنا من أهله، وأعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
والحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله وسلّم وبارك على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين(*).
 
-------------------------------------------------------
 
(1) الطبعة الأولى سنة 1429، بمكتبة الهدف، ولا عنوان لها -أي: المكتبة!!-.
 
(2) وأنا أذكره جيدا؛ إذ رأيته -في الحج- قبل أكثر من ثلاثين سنة.
 
(3) إن كان يقصد علماء السنة؛ كالإمام الألباني؛ فالضلال والمبالغة واضحان في كلامه، والله الموعد.
 
(4) وخاصة فيما يتعلق بجنس العمل وشرط الكمال.
 
(5) وببيان حال الكتاب يبين شيء من حال كاتبه.
 
(6) وهذا في أقوال وأعمال لا تضاد الإيمان من كل وجه، أما ما كان مضادا للإيمان من كل وجه فإنه مكفِّر؛ قولًا كان، أو عملًا، أو اعتقادًا، بدون اشتراط اعتقاد أو استحلال.
 
(7) ولا يخفى ما في أسلوبه من الجهل والتعدي.
 
(8) وأنا لا أريد أن أطيل بذكر جهالاته واعتراضاته والجواب عنها في هذه الكتابة المختصرة.
 
(9) كأبي بصير السوري الضال.
 
(10) كفوزي السعيد الخارجي المصري.
 
(11) ويريد بهم أهل السنة والجماعة حقا؛ إذ هم الذين يقولون في خوارج العصر:
 
1- إنهم خوارج.       2- إنهم تكفيريون؛ يكفرون بغير حق.        3- إنهم قطبيون.
 
4- إنهم مع شدتهم التي في غير محلها تجد عندهم تمييعا وتضييعا في كثير من مسائل الشريعة جليلها ودقيقها.
(12) القطبيون التكفيريون من أكثر الناس تشنيعا على أهل السنة والجماعة بالباطل وجهودهم في هذا عظيمة!
(13) الواقع أن الأئمة ابن باز والألباني وابن عثيمين وربيعا المدخلي على نهج واحد، وعقيدتهم في هذه المسائل واحدة، وإن أبى من أبى.
 
(14) كم قلَّب الخوارج!!! الحكام ورجال الأمن على السلفيين في مختلف البلدان، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
 
(15) فكيف تراه يكون كلام الحرب إذا كان هذا كلام السلم؟!!
 
(16) قال العلامة الألباني -رحمه الله تعالى- في «الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد» (ص/ 33):
 
«يأتي -اليوم- بعض الجهلة الأغمار والناشئة الصغار فيرموننا بالإرجاء!! فإلى الله المشتكى من سوء ما هم عليه من ضلالة وجهالة وغثاء».
 
(17) وليس المحق كالمبطل، وإن اشتبه الأمر في الدنيا على كثير من الناس.
 
(18) من «البيان المبدي لشناعة القول المجدي» للشيخ العلامة سليمان بن سحمان -رحمه الله تعالى-.
 
(19) من القطبيين والسروريين فضلا عمّن هو أبعد منهم في الضلال كالتكفيرية الفسادية الذين يسمّون أنفسهم بالسلفية الجهادية -لم يكفهم ما في منهج السلف من الجهاد الحقّ حتّى زادوا ما يرمزون به إلى فسادهم-.
 
(20) من أوّل محمود الحدّاد وأتباعه الأولين إلى عبد اللطيف باشميل إلى فالح الحربي وأتباعه إلى غيرهم.
 
(21) بل قال فيه بعضهم: جهمي جلد.
 
(22) وشاع هذا في أتباع هؤلاء حتى في العوام الطغام، وربما قال أحدهم: الألباني مرجئ. فإذا قيل له: ماذا تعني «مرجئ؟»، قال: لا أدري لكنّه مرجئ، حصل هذا في أكثر من مكان، وبعض هؤلاء لا يعرف الكلمة أصلا فينطقها «مرجع»، بالعين -كما ذكر البعض-.
 
(23) ووجد كذلك من بعض من زعم أنّه يترجم للعلاّمة الألباني.
 
(24) «الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد (ص 32، 33).
 
(25) وينبغي الحذر مما في طبعة المكتب الإسلامي لهذا الكتاب من كلام لزهير الشاويش!!
 
(26) وانظر: كلامه في الردّ على المرجئة في مقدّمته لشرح العقيدة الطحاوية (ص 57، 58، 59)، وانظر «الصحيحة» (1769)، (3000)، و«الضعيفة» (464).
 
(27) بل شهد له بالسنة ونصرة الحقّ من هو أكبر منه سنّا وأعلى منه طبقة كالعلامة الإمام محمد بـن إبراهيم بـن عبد اللطيف بـن عبد الرحمن بـن حسن بـن محمد بـن عبد الوهــاب، -رحمهم الله تعالى-.
 
وانظر «فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ» (4/92).
 
وكان العلامة الإمام محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله تعالى - يجّل العلاّمة الألباني إجلالا غريبا، حتى إذا رآه مارّا وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائما ومسلّما عليه إجلالا له.
عن الأصالة (م/4/ع/23، ص/ 76).
 
والكلام في ذكر ثناء أهل العلم عليه وإجلالهم له يطول.
 
(28) «برهان البيان...» (ص 337)، وشريط «تبرئة كبار العلماء للعلامة الألباني من تهمة الإرجاء».
 
(29) وفي جواب هذا السؤال وغيره الردّ على من خفف عبارته فلم يقل عن الشيخ الألباني «مرجئ» بل قال: تأثر بالمرجئة! أو وقع في الإرجاء! أو كأنّه دخل عليه كلام المرجئة!
 
(30) بل قال العلاّمة المحدّث الأثري الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى-: «ما رأيت تحت أديم السماء عالما بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني».
 
(31) قال الله تعالى في سورة التوبة: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (78) الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) } [التوبة].
 
(32) وانظر: «الدرر المتلألئة بنقض الإمام العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني فرية موافقته المرجئة»، و«تبرئة الإمام المحدّث من قول المرجئة المحدث»، (ص 18، 19)، وغيرها.
 
(33) وكلام العلامة الإمام ربيع -حفظه الله تعالى- في بيان منهج أهل السنّة في الإيمان لا أستطيع حصره، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، وسيعلم الذين ظلموا واتّهموا أهل الحق بالباطل أي منقلب ينقلبون.
 
وانظر - على سبيل المثال -: «بوارق الأسنة لكشف ضلالات وجهالات دعاة الفتنة» (ص 20:6).
 
(34) كلمة لم أسمعها جيدا.
 
(35) كلمة لم أسمعها جيدا.
 
(36) مفرّغ من مادة صوتية محفوظة للشيخ -رحمه الله تعالى- بحروفه.
 
(37) مفرّغ من مادة صوتية محفوظة للشيخ -رحمه الله تعالى- بحروفه.
 
(38) وإلا فكلماته -حفظه الله تعالى ورعاه وسدّد خطاه- كثيرة في هذا الباب، وقد سألته -حفظه الله تعالى- في بيته العامر بمكّة -حرسها الله تعالى- بتاريخ 24/6/1430 -وبحضور عدد من الإخوة - سؤالاً في هذا الإطار فأجاب بما يؤكد المذكور هنا، ثم أطلعته -حفظه الله تعالى- على شيء من هذه الرسالة سنة 1433 فكان -عافاه الله- مؤكدًا للمضامين السابقة.
 
(39) كان -ومازال- أهل الأهواء يتمسّحون بأئمة أهل السنّة لأغراضهم ومآربهم.
 
(40) وانظر -على سبيل المثال-: «دلائل البرهان على مناقضة الألباني للمرجئة في مسائل الإيمان»، (ص 31:7).
 
(41) مفرّغ بحروفه من مادة صوتية محفوظة للشيخ -حفظه الله تعالى-. وانظر لمزيد من كلام الشيخ ربيع -حفظه الله تعالى- في هذا الباب: «مجموع كتب ورسائله وفتاويه» (14/ 435:426)، و«شرحه على عقيدة السلف للصابوني»، وغير ذلك.
 
(42)  وواضح لنا كذلك أنّ الشيخ ربيعا ليس غاليا ولا مجرّحا لأحد بالباطل، أقول هذا ردّا على البعض ممّن دفع عنهم الشيخ ربيع تهمة الإرجاء كثيرا، وانظر -على سبيل المثال-: «برهان البيان» (ص/ 338)؛ ثمّ هم الآن يتّهمون الشيخ ربيعا بالغلوّ، بل اتّهمه أحدهم في «منهجه» (ص/ 72)، والذي زعمه منهجا للسلف الصالح -بالتشكيك في سلفية الألباني- جريا من هذا المتّهم على نهج سابقيه من أهل الباطل ممّن ردّد هذا الكلام مع علم هذا الأخير -وهو علي الحلبي-بتوضيح الشيخ وتبيينه فإلى الله المشتكى.
 
ولقـد رأيـت الـمدخلّــي مربّـيا
هانـت لذائـــذه فأسهـر ليلـه
  جادت قريحته برشد معلّم
نصحــا لأمتّــه ولـمّـا يســأم
 
عن «بوارق الأسنّة» (ص 6).
 
(*) (تنبيه): هذه الرسالة كتبت وطبعت منذ سنوات.