وجوب تنشئة الصغار على البراءة من الكفر والكفار الشيخ محمد بن إبراهيم المصري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، لاسيما الكفار الماكرين وعملاءهم الذليلين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وخير خلق الله أجمعين، رسول الله محمد، وعلى آله الأطيبين وصحبه الأكرمين.
أما بعد...
فقد قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)} [التحريم].
وقد وقفت في كتاب «التربية الإسلامية» المقرر على الصف الثاني الابتدائي (الفصل الدراسي الثاني) في المعاهد الأزهرية 1438/ 1439.(1)(ص/ 6، 7) -تحت عنوان «الدرس الأول التهنئة بالمناسبات»- على ما يلي:
(جلس الوالد مع أبنائه يحدثهم عن أهمية تبادل التهنئة في المناسبات والأعياد بين المسلمين بعضهم بعضا، ويحثهم على تهنئة أقاربهم وأصدقائهم.
سأل محمد: وهل نهنئ غير المسلمين بأعيادهم؟ قال الوالد: نعم يا بني ديننا يحثنا على تهنئة غير المسلمين وبرهم وتلبية دعوتهم ... [ثم بعد كلام خُلط فيه الحق بالباطل فيما يتعلق بطعام أهل الكتاب واستدل بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} [المائدة: ٥]].
محمد: شكرا لك يا أبي على هذه النصائح التي تعلمت منها أن الإسلام لا يفرق في التهنئة بين المسلمين وغير المسلمين).
وأقول -مستعينا بالله قائلا: لا حول ولا قوة إلا بالله-:
أولا: كان لابد من تعليم الأولاد الصغار(2)-وآبائهم الكبار- قبل كل شيء أصل الدين ومعنى الإسلام وأنه: الاستسلام لله تعالى بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.
وأن: «أصلَ الدِّين، وقاعدتَه أمْرَان:
الْأَوَّلُ: الْأَمْرُ بعبادةِ الله وحدَه، لا شريكَ له، والتحريضُ على ذلك، والموَالَاةُ فِيه، وتَكفيرُ مَن تَرَكَهُ.
الثَّانِي: الْإِنْذَارُ عنِ الشركِ في عبادةِ الله، والتغليظُ في ذلك، والْمُعَاداةُ فيه، وتَكْفِيرُ مَنْ فَعَلَهُ».
ثانيًا: لابد من تنشئة أبناء الإسلام على الاعتزاز بالدين، وموالاة المسلمين، وبغض الكفر والكافرين ومعرفة حقارتهم ودناءتهم ومؤامراتهم على الإسلام والمسلمين.
ثالثًا: قول الكاتب -على لسان الوالد-: «ديننا يحثنا على تهنئة غير المسلمين». ثم قوله -على لسان الولد-: «الإسلام لا يفرق في التهنئة بين المسلمين وغير المسلمين»!!
كذب على الله تعالى، وعلى رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وعلى دين الإسلام، نعوذ بالله من الضلال والزيغ وأهلهما.
إنها جرأة عظيمة وضلالة شنيعة يحمل كاتبها الضال ولي الكفرة هو وأسياده في الضلال وموالاة الكفار وزرها ووزر من تابعهم فيها على باطلهم وكذبهم على الإسلام، وانسحاقهم للكفر وأهله.
فقوله: «يحثنا على تهنئة غير المسلمين». لا دليل عليه في أمور الدنيا فكيف بتهنئتهم في الأعياد الدينية.
وقوله: «لا يفرق في التهنئة بين المسلمين وغير المسلمين»!! منتهى الجرأة من الضال الكاتب أو الضلال الكاتبين في نسبة ذلهم وخذلانهم وجبنهم وخورهم وضلالهم وزيغهم في واقعهم إلى الدين.
فلو أنهم قالوا: نحن لا نفرق لقلنا هذا رأيكم لكن لا تنسبوه إلى الإسلام.
نعم هذا رأيكم، بل هذا خزيكم وجهلكم وضلالكم الذي تجدون عاقبته في الدنيا والآخرة.
هذا انهزامكم أمام الكفار وانسحاقكم لهم.
هذا رأيكم، بل من رأي كثير من هؤلاء أنه لا فرق أصلا بين المسلمين وغيرهم، وما زالوا يرددون هذا في كل محفل، وبعضهم هلك وهو يردد هذا {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)} [الشعراء].(3)، فالذي لا فرق عنده بين المسلمين وغيرهم لا إشكال عنده أبدا في أن «لا يفرق في التهنئة بين المسلمين، وغير المسلمين».(5)
أما أهل الإسلام والإيمان فعندهم:
أن الإسلام لا يصح إلا بالبراءة من الكفر وأهله.
وأن موالاة الكفار على اختلاف مللهم محرمة لا تجوز حتى لو كانت على أو في أمر دنيوي.
وأن موالاة الكفار في دينهم ردة مخرجة من الملة -نسأل الله السلامة-.
وأن تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية -وهي من موالاة الكفار- غير جائزة بدلالة أدلة الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم.
وأن من هنأ الكفار -لاسيما بأعيادهم الدينية- فقد والاهم وارتكب محرما عظيما ويخشى عليه الكفر الأكبر -والعياذ بالله تعالى-.(5)