والصلاة والسلام على النبي الخاتم المنصور على جميع أهل الشرك والكفور، رسول الله محمد بن عبد الله المصدق بوحي الله لما في التوراة والإنجيل والزبور، وعلى آله وصحبه والتابعين له على الحق إلى النفخ في الصور.
فإذا كان هذا قول الله تعالى في تولِّي أهل الكتاب الكافرين من اليهود والنصارى مع ما يقرون به من حق، وما يتميزون به عن بقية المشركين والوثنيين من الخلق، فكيف يكون الأمر في الذي كفر بالكل، وأنكر وجحد، واستعلن بِشَرِّه وأشره وبطره وألحد؛ من أمثال كفرة الصين المتوحشين -عليهم لعنة رب العالمين- فلاشك أن النهي عن توليهم، والأمر بمضادتهم ومجاهدتهم يكون أشد وأبين، لاسيما مع مجيء الآيات الكثيرة بالنهي العام، عن تولي جميع الكفار اللئام، الذين هم أضل من الأنعام(1)، من الكتابيين (اليهود والنصارى)، والأميين الوثنيين، ومن ألحدوا وقالوا إنهم لا يدينون بدين.
· وإذا كان الله تعالى قد قال: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)} [الحجرات].
فأمر تعالى بقتال الطائفة الباغية المسلمة حتى تفيء إلى أمر الله؛ لأنها بغت على طائفة مسلمة أخرى مع كون الطائفة المأمور بقتالها لم تكفر، ولم تبغِ مضادةً لأصل الإسلام والإيمان، فما الذي يجب على المؤمنين المسلمين تجاه كفرة الصين والهندوس من الملاحدة والوثنيين الحثالات الشياطين الذين قاتلوا ولا زالوا يقاتلون ويقتلون ويقهرون ويضطهدون المسلمين معاداةً ومضادةً للإسلام والإيمان والتوحيد والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، ويصرحون ويكررون ويعيدون ويزيدون في بيان معاداتهم ومضادتهم ورغبتهم في محو الإسلام والمسلمين.
ولم يكتفوا بهذا في بلاد كانوا فيها أو احتلوها قبل عقود؛ كالصين، والهند.(2)
بل صاروا زاحفين على بلاد المسلمين،(3)ومتمكنين في عقر ديار المسلمين = في أطراف الجزيرة العربية،(4) بل في قلب جزيرة العرب(5) بل دنس منهم أناس -قاتلهم الله أنى يؤفكون- الحجاز وأرض الحرمين.
أليس الواجب الشرعي هو معاداة هؤلاء وبغضهم ودفعهم ودحرهم؟(6)
أليس الواجب الشرعي أن ينصر المسلمون المسلمين(7) المقهورين والمضطهدين والمعتقلين، والذين يجبرون على ترك الصلاة والصيام والدين كله، وينزع منهم أولادهم ليربوا على الكفر والإلحاد، وتجبر بناتهم على الزواج (بل هوالزنا) بكفرة الصين الزبالات الملاعين؟(8)
وقد قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)} [الأنفال].(9) دمرهم الله تعالى أجمعين.
أليس إن عجز!! المسلمون عن مجاهدة هؤلاء ومقاتلتهم وتحرير المسلمين وبلادهم من تسلطهم، فلا أقل من أن يبقى لهم عند المسلمين العداء والبراء والبغضاء، والتحذير منهم والتنفير عنهم، فلا يصح الإسلام إلا بالبراءة من الكفر وأهله.(10)
وإذا كانت دول الكفر قد أنكرت على كفرة الصين ما يفعلون(11) فأين المسلمون؟
ما زلنا نرى من يستقبل كفرة الهند والصين بل طواغيتهم بالترحيب والتحيات والأحضان، ثم يستلمون الثروات والبلاد بالمجان.
بل يُمكنون من التسلط على العباد، والمشاركة في تنشئة الأولاد.(12)
فيذهب عن كثير من المسلمين العلم والفهم -في هذا الباب وفي غيره من الأبواب-، والانتباه والإدراك، والاعتبار، والتقوى والخوف من الله تعالى، والنخوة والحمية، والرحمة والشفقة {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [المائدة: ٤١]، {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)} [النور].
اللهم إنا نبرأ إليك من الكفر كله، ومن هؤلاء الكفرة المتجبرين في الهند والصين، ومن أفعالهم
ونبرأ إليك من موالاتهم، والترحيب بهم وإكرامهم وتمكينهم في بلاد المسلمين
(2) فالصين احتلت إقليمًا إسلاميًّا كبيرًا هو تركستان، وما زال القسم الشرقي منه تحت تسلطهم وقهرهم وتجبرهم -قصم الله ظهورهم-.
والهند بعد قرون من حكم المسلمين احتلها الإنجليز، ثم سلموها للهندوس الذين أبوا أن يتركوا مثل كشمير.
(3) بل على كل بلاد العالم، وقد تقدم بيان كثير من هذا في مقالات «تحذير المسلمين من تمدد كفار الصين»، ثم «استنصار رب العالمين على كفار الصين المتوحشين» فراجعها للأهمية -رعاك الله تعالى-.
(4) في دول الخليج المختلفة، وانظر: «البراءة الإسلامية من بناء المعابد الكفرية الشركية الوثنية (الهندوسية والسيخية) في عدد من المدن الخليجية».
(5) ومن آخر هذا زيارة طاغوت الصين شي جين بينج الملقب في «وسائل إعلام غربية» بـ«إمبراطور الصين الجديد» للملكة العربية السعودية، والتي وقع فيها «اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، والتفاصيل في «الشرق الأوسط» (16084)، وغيرها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وراجع: رسالة «وجوب تطهير بلاد الحرمين من أرجاس الكفرة والمشركين».
(6) وراجع: رسالة «وجوب نصر الدين ودحر الكفر والكافرين بما يستطاع للمسلمين».
(7) وقد قال تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: ٧٢]، وقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ». رواه مسلم (49).
وأي منكر أعظم من الإلحاد والكفر ومعاداة الإسلام وأهله، واضطهادهم وقتلهم واستباحة أعراضهم.
فهل وُجد من كثير من المسلمين إنكار لهذا ونصر لإخوانهم ولو باللسان أو حتى بالقلب!!! أما ...... فإنا لله وإنا إليه راجعون.
(8) وقد تقدم الإشارة والبيان لشيء من هذا في مقالات «تحذير المسلمين من تمدد كفار الصين»، و«استنصار رب العالمين على كفار الصين المتوحشين».
(9) قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- في «تفسيره»:
«ومعنى قوله تعالى: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (73)}[الأنفال]: أي: إن لم تجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين وإلا وقعت فتنة في الناس، وهو التباس الأمر واختلاط المؤمنين بالكافرين، فيقع بين الناس فساد منتشر عريض طويل».
(10) وراجع: «مسائل عظام في دين الإسلام».
(11) وصفت الحكومات الأمريكية والبريطانية والكندية والهولندية اضطهاد الإيغور بأنه إبادة جماعية، وجاء في منشور ألماني:
أنه يعتقد أن ما لا يقل عن مليون شخص قد تم اعتقالهم منذ عام (2017) كما ظهرت تقارير عن اغتصاب جماعي وتعذيب في وسائل الإعلام الغربية.
«والمؤكد هو أن ما يعانيه الإيغور حاليًا هو أكبر اعتقال جماعي في العالم منذ الحرب العالمية الثانية». كما جاء في (DW) تحت عنوان (عالم شي جين بينغ) وقد نشر عام (2020) إفرنجي.
وتقدمت الإشارة إلى هذا في مقال «استنصار رب العالمين على كفار الصين المتوحشين» (4) وغيره.
(12) وراجع: «وجوب تنشئة الصغار على البراءة من الكفر والكفار».