تحذير المسلمين من تمدد كفار الصين (9) الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد:

فإن كفار الصين -لاسيما الحكومة المتمثلة في الحزب الشيوعي الصيني- يبغضون الإسلام وأهله بغضاً عظيماً، ويعادون المسلمين معاداة كبيرة لا مثيل لها عندهم.
  • وهم بكفرهم وإلحادهم وجهلهم وغبائهم ووحشيتهم وهمجيتهم يسعون للسيطرة على العالم -إن استطاعوا- وجعل كل الناس معهم بل عبيداً خاضعين لهم، في غفلة من أكثر المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين.
  • وقد قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6)} [الممتحنة].
حادثة صغيرة معبرة عن الواقع في بلاد المسلمين:
 
في صبيحة هذا اليوم: توقفت أمام أحد مطاعم الفول والفلافل الشهيرة في القاهرة، ودخلت لأشتري شيئًا من الفول والفلافل (وجبة الإفطار المصرية المعتمدة!) وأحملها إلى البيت، وهذا المطعم -كما هي عادة! كثير من المطاعم للأسف!- توضع أمامه بالخارج مناضد لجلوس الزبائن ليتناولوا طعامهم بالشارع(1)!!
 
وعند دخولي إلى المطعم لم ألحظ وجود زبائن جالسين على هذه المناضد؛ إما لعدم وجودهم، أو لقِلَّتهم.
  • ولكن بعد أن حصَّلتُ أغراضي وخرجت؛ فوجئت بعدد من الجالسين -نحو عشرة- من الصينيين، وشركائهم! أو خدامهم! من البكوات المصريين، وقد جمعوا منضدتين، أو ثلاث مناضد؛ ليكونوا تجمعًا، بل تجمهرًا ملفتًا حول المناضد أمام المطعم على الرصيف.
  • الذي صدمني -لحظيًّا- أنني قبل دقائق -عند دخولي- لم أجد شيئًا من هذا، ولا رأيت أحدًا منهم، لكن في لحظات وُجد هذا التجمع الصيني!! أمام مطعم الفول والطعمية في الشارع؛ ليأكلوا(2)مع مستغفليهم المصريين، وقد سمعت عند مروري بهم صينيًّا يكلمهم بلهجة مصرية ركيكة، ويقول: فلان ذهب إلى الإسماعيلية. أو شيئًا نحو هذا.(3)
  • واضح -إن شاء الله تعالى- أني لم أذكر هذه القصة الحقيقية التي تبدو للبعض! تافهة!! لمجرد التسلية، أو لملء الوقت، أو لتسويد ورقة، أو لتجربة السرد القصصي!!
  • هذه الحادثة العادية!! تمثل واقع المسلمين، وهجوم كفار الصين في مصر، والسعودية، والجزائر، والسودان، والكويت، وعمان، وباكستان، وجيبوتي، وغيرها في بلاد المسلمين.
  • استعمال المغفلين، واستغفال المُسْتَعْمَلِين؛ شراكة في الابتداء، وطرد في الانتهاء.
  • سرعة خاطفة، ففي ساعات، بل في لحظات تتغير شراكات، وتجارات، بل كيانات، ومجتمعات(4).
  • يهجمون ويغزون من حيث لا يدري من -لشيء من الكيد- يدركون، وأما الأكثرون فلا يدركون، ولا يفهمون، ولا يبالون.
  • تُغَطَّى الهمجية الكفرية الصينية بشيء من اللطف المصطنع، وتعلم اللهجات، وعادات المجتمع! فإذا تمكنوا ........ فسل تركستان الشرقية ومعسكرات الاعتقال الجماعية، وخطة القضاء على كل العقائد والعبادات والعادات الإسلامية(5).
  • الصينيون لا يريدون أن يتركوا بقعة في العالم من غير أن يكون لهم فيها رجال، وعمال، وتواجد، وأثقال، ثم تسلط واحتلال.
  • يتغلغلون في البلاد -مع الفرق الشاسع، والبون الواسع، واختلاف المصَابِّ والمنابع-، حتى أكلوا الفول على الأرصفة في الفرعي من الشوارع.(6)
  • وشريعة الله تعالى: التمسك بها يحمينا من كيد أعادينا، فالبراءة من الكفر وأهله، وما تعنيه وتقتضيه: كفيلة -بإذن الله تعالى- برد الكافر، وإبطال كيده، وهزيمته، وتدمير مشاريعه، وكشف خبيئته. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ (149) بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ (150) سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ (151)} [آل عمران].
  • وليُعلم أنه:
  • «لا تجوز موادة الكفار، ولا مخالطتهم مخالطة تنشأ عنها فتنة»(7)، أو شر، أو تمكين للكفار في بلاد المسلمين.
  • «لا تجوز مشاركة الكفار في الأعمال التجارية إذا لم يؤمن غشهم، وتعاملهم بما حرم الله»(8).
فكيف إذا علمنا أن أعمالهم التجارية يريدون بها التسلط على المسلمين في دينهم ودنياهم.
 
ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى

كتبه
 
محمد بن إبراهيم
 
بالقاهرة في 20/ 7/ 1440
 
 
------------------------------------------
(1) وهذا معدود -في الأصل- من خوارم المروءة؛ بل قد روي: «الأكل في السوق دناءة» [ولا يصح مرفوعًا، انظر: «سلسلة الأحاديث الموضوعة» (2465)].

  • قال النووي -رحمه الله تعالى- في «روضة الطالبين» (11/ 232) -عادًّا خوارم المروءة-:«والأكل في السوق والشرب من سقاياتها إلا أن يكون الشخص سوقياً، أو شرب لغلبة العطش».
(2) يأتون إلى بلادنا ليأكلوا من طعامنا، ويمنعون المسلمين في تركستان الشرقية من أكل الطعام الحلال، ويجبرونهم على شرب الخمر وأكل لحم الخنزير.

  • وقريبًا شنت السلطة الصينية الغاشمة حملة جديدة ضد منتجات «الحلال» في تركستان الشرقية المحتلة.
  •  
  • ونقلت بعض وسائل الإعلام أن قادة الحزب الشيوعي الصيني -دمرهم الله تعالى- أقسموا على خوض معركة حاسمة ضد هذه المنتجات من اللحوم والألبان وغيرها.
  •  
  • وذكر أنه في مقاطعة قانسو أغلقت السلطات الإرهابية الصينية سبعمائة دكان لبيع هذه المنتجات [في مارس 2018 (ن)].
(3) هؤلاء الصينيون الكفرة جلهم بل قل: كلهم جواسيس يسعون للتجسس والسيطرة على كل شيء -إن استطاعوا- بمنهى الحمق والجهل والهمجية، وإن أظهروا لبعض المغفلين خلاف هذا أحيانًا.
 
(4) طبعًا لمصلحة الكفار الغزاة.
 
(5) وقد نُشرت في هذا تقارير كثيرة، تُسيل -حتى من الكفار- دموعًا غزيرة.
 
(6) وهذا ما لم يصل إليه غيرهم من الأجانب الكفرة في بلاد المسلمين.
 
(7)  «فتاوى اللجنة الدائمة» (2/ 67).
 
(8)«فتاوى اللجنة الدائمة» (2/ 99).