استنصار رب العالمين على كفار الصين المتوحشين (5) الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وخير خلق الله أجمعين؛ رسول الله محمد، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله الطاهرين، وصحبه الميامين.

أما بعد...


فإن كثيرًا من المسلمين -والمنتسبين إلى الإسلام- اليوم لا للشرع اتبعوا وعظموا، ولا للواقع فهموا {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75)} [النحل]، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)} [الأنعام].

وقد قال تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ الله أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ الله حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)} [المائدة].
 

  • فواضح في القرآن وجوب التمسك بالإسلام والنصرة للإسلام والمسلمين، وحرمة الكفر والتولي للكافرين، وأن الإسلام لا يصح إلا بالبراءة من الشرك وأهله.


وأن الكفار المحاربين لا يجوز أن نعاملهم على أنهم غير حربيين، وأنه لا يجوز أن نعطي الدنية في ديننا أو نتخلى عن إخواننا المسلمين.

قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِالله رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِالله وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ الله مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الله وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ الله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6) عَسَى الله أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَالله قَدِيرٌ وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ (7) لَا يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)} [الممتحنة].

  • ثم تجد كثيرًا من الطغام أشباه الأنعام -أو مَن هم أضل من الأنعام- يتعاملون مع كفرة الصين الخبثاء المتوحشين(1)وكأن الله لم ينزل على نبيه محمد الصادق الأمين -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين- شيئًا من الوحي المبين في أعدائه الكافرين، وفيما يجب تجاههم على المسلمين!
  • قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ الله فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ الله الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ الله مَوْلَاكُمْ نِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40)} [الأنفال].
  • ومن ذُكِّر بشيء من هذا ممن ذهب عقله وطار -بفتنة الدنيا- لبه فكما كان في آخرين {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى الله أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِالله جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ الله وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغَالِبُونَ (56) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا الله إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58)} [المائدة].
  • وحينما ينتبه وينبري كفار غربيون أمريكيون(2) فيؤلفون ويكتبون ويحاضرون في بيان خطر الصين(3)، وما يريدونه من أكل العالم بل العالمين -إن استطاعوا- تجد عند هؤلاء -في الجملة- النوم والسبات، وما يشبه آثار المخدرات.(4)

ومن عاكس تيار النائمين والمخدَّرين عُدَّ في المختلين والمتطرفين، أو من المجانين!!

ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين.

إن اليقظة لخطر كفار الصين المتوحشين ومواجهته بما يستطاع، ومن هذا دعاء الله واستنصاره عليهم- جزء من عبادة الله تعالى (=وتحقيق توحيده وإقامة دينه) وهذه الغاية التي لها خلقنا الله تعالى.

  • قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ الله هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ المَتِينُ (58)} [الذاريات].

فهل من منتبه؟ وهل من تائب؟ وهل للآخرة من طالب؟

{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ الله يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17) إِنَّ المُصَّدِّقِينَ وَالمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا الله قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (19) اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ الله وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20)}  [الحديد].

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)} [آل عمران]

كتبه محمد بن إبراهيم
بالقاهرة في 19/ 10/ 1442



-----------------------------------------------------------------------------------

(1) وغيرهم من الكافرين؛ كاليهود الملاعين، وقد رأى الناس قريبًا في بعض الدول والإمارات العربية تعاملًا مع اليهود السفاحين يندى له الجبين، بل يُدمي قلوب المؤمنين.

(2) ليس عندهم من الحق والهدى -الذي عند المسلمين- ما منه ينطلقون، ولا عليه يخافون.

(3) ومن هؤلاء -على سبيل المثال- بيتر نافارو (Peter Navarro) -والذي ظل لسنوات مرجعًا ومستشارًا اقتصاديًّا لترامب!!-

  • فقد أصدر عام 2006 (ن) كتابًا بعنوان «حروب الصين القادمة» (The Coming China Wars) وذكر فيه الحرب التجارية مع الصين، والتي قد تتحول إلى حرب عسكرية يومًا ما.[كما في تقرير «ميدان»].
  • وفي عام 2011 (ن) أصدر كتابًا بعنوان «الموت بواسطة الصين» (Death by China)يحذر فيه من سياسات الصين المهددة للبيئة والاقتصاد العالمي، وكل هذا قبل تحكم الطاغوت (شي جين بينج) والتطورات العميقة الطاغوتية في السنوات الأخيرة.
  • وهو مع رصده وانتباهه لبعض الحقائق، لكنه لا شك على غير هدًى منطلقًا، وفهمًا، وهدفًا، ثم هو قاصر -ولابد- في طرح الحل والعلاج؛ وذلك لفساد اعتقاده وأيديولجيته؛ فالنهج الرأسمالي الكوزموقراطي، أو الإلحادي الليبرالي، أو اليهودي النصراني لا يمكن أن يدفع هذا الخطر الصيني عن العالم.
  • لابد للجميع من نهج قال الله تعالى فيمن أرسله به: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)}[الأنبياء]. -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.

(4) أما رافضة إيران، أهل الشرك والهذيان: فيعقدون مع ملاحدة الصين الاتفاقيات، ويوقعون لهم أنواعًا من الاستسلامات!! ومنها توقيع اتفاق بين إيران والصين مدته خمسة وعشرون عامًا يشمل تطوير مطارات وموانئ وتعاونًا!! عسكريًّا!! [كما نشر في شهر شعبان سنة 1442].

  • وكما جاء في المصادر الإخبارية: أن الوثيقة الشاملة للتعاون الإيراني الصيني تتضمن خارطة طريق متكاملة وذات أبعاد سياسية واقتصادية. [موقع «الجزيرة» على سبيل المثال].
  • قلت: بل سيطرة شبة كاملة، وبدء احتلال، لاسيما وقد أعلن نشر خمسة آلاف جندي صيني (=محتل) في إيران!!!!