استنصار رب العالمين على كفار الصين المتوحشين (2) الشيخ محمد بن إبراهيم المصري


بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وإمام المجاهدين، رسول الله محمد الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
أما بعد...
 
فإن الله تعالى قد سلط على كفرة الصين ما جعلهم به(1) عبرةً للعالمين، وما جعل فيه تنبيهًا للمؤمنين المُعتبِرين للفرار والمدافعة لكفر وشر هؤلاء الكافرين، فإذا كان شيء من الوباء والشر اليسير(2) أو المتوهم يُفزع كلَّ هذا الفزع منهم؛ فكيف بمشاريعهم، ومخططاتهم التي فيها ضياع دين العباد ودنياهم، وهلاكهم، وشقاوتهم في الدنيا والآخرة، وقد قال تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131) وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132)} [الأعراف].
 
وهكذا حال كثير من الناس -الصينيين وغيرهم- مهما حصل أمامهم وعليهم، ومهما كان، فقد غلب عليهم التمرد والإعراض والطغيان.
 
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102)} [الأعراف].
 
لم يَفهم، ولم يَعتبر، ولم يرجع إلى الله كثير من الناس في بلاد المسلمين، بل صاروا يتنافسون في بلاد المسلمين المختلفة في إرسال التبرعات! والمساعدات! للصين!! تزلفًا، وانسحاقًا، وكسبًا لود الملحدين الكافرين.
 
بل صاروا يُظهرون أعلام الصين -بالأضواء وغيرها- على أشهر المباني، والمواقع الأثرية!! في أشهر عواصم معاقل الإسلام في مصر والجزيرة العربية وغيرها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
فكان لا عجب أن يسلط الله على المسلمين وغيرهم من الخوف والرعب من هذا الشر والوباء ما كان لا يخطر بعضه على بال أحد من الناس قبل أشهر قليلة، والله المستعان.
{فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)} [الأنعام].
 
صار بأكثر المسلمين من المصاب في الدين ما هو أشد بكثير من المصاب المتحقق أو المخوف في الدنيا.
 
- اشتد الخوف، والرعب، وضعف الإيمان والتوكل واليقين، ونسي كلام الله تعالى، وكلام رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عند أكثر الناس.
 
- أُغلقت المساجد، ومُنعت الجمع والجماعات، وصار أعظم المنكرات معروفًا، وصارت فرائض الله على عباده منكرًا، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
 
- غلب الجهل والسفه والطيش، وانتشر الغباء والشر والمكر، وإن لم نرجع إلى الله تعالى علمًا، وعملًا، واعتقادًا فالويل لنا؛ الويل لمن لا يرجعون، ولا يتعظون، ولا يعتبرون.
{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [المطففين].
 
قال تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (58) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (60)} [الروم].
 
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)} [آل عمران].
 
كتبه
محمد بن إبراهيم
21/ 12/ 1441


--------------------------------------------------------
(1 ) على الرغم من كل ما يمكن أن يقال.
(2 ) نسبيًّا على الأقل!